"رصاصة عند أول منعطف" أولى نتاجات الكاتب فاضل متين

يصدر الكاتب الكوردي فاضل متين باكورة أعماله الأدبية في مجموعة قصصية بعنوان "رصاصة عند أول منعطف" قريباً عن دار آفا للنشر، تتألف من 8 قصص وتقع في 100 صفحة من القطع المتوسط.

يهدي متين مجموعته القصصية إلى لغته الأم قائلاً: "إلى لغتي الكُردية الأم، بيت كينونتي، اللغة التي أتحاور بها مع نفسي ومع العالم."

في تصريح خاص لريباز نيوز عن مجموعته القصصية، اليوم السبت 2 آذار 2024، يقول متين: تتألف مجموعتي من 8 قصص قصيرة كتبتها في السنوات الأربع والخمس الأخيرة وعلى فترات متباعدة، كل قصة لها موضوع مختلف، أغلبها مزيج من الفانتازيا والواقعية، بإمكاننا القول إن الموت هو الثيمة المشتركة لأغلب القصص. منها ما تتناول عوائق الرغبة في اللجوء، وأخرى عن شبابٍ فقدوا حياتهم في البحر بحثاً عن حياةٍ آمنة وأيضاً عن القتل في سجون النظام السوري.

الكاتب فاضل متين وُلِد عام 1991 في قرية متين بمدينة كوباني في كوردستان سوريا، خريج قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية من جامعة بيان - أربيل، يقيم في أربيل عاصمة إقليم كوردستان.

مقتطف من "رصاصة عند أول منعطف": بَدوتُ لحظتها أخف من ريش عصفور، وأصغر من بتلة زهرة، كان جسدي يصبح رويداً رويداً أثقل من صخرة وأوهن من غصنٍ مكسور، شيئاً فشيئاً تقلص العالم كله لحظتها في رأسي إلى فكرة، فكرة واحدة انبثقت من غريزة البقاء، من إرادة الحياة، وهي أن أتمسك بأيّ كائن تطوله أصابعي، أتشبث به وأمتطي جسده حتى لو كان حيّاً، حاولت وحاولت لكن بلا جدوى، كأني أجدف في الهواء، ذراعاي همدتا وفقدتا التناغم مع ساقيّ، خانني جسدي وأعلن إفلاسه من الطاقة، وما هي ثوانٍ حتى شعرت بأن يداً ضخمة مائية شفافة أطبقت على وجهي ودفعتني بهدوء نحو الداخل، تحولت عيناي إلى قطعتَي بلورٍ مغطيتين بالماء، كانت بقعة الشمس تظهر بشكل باهت عبرهما وتبتعد كلما غُصتُ أكثر، كلما شرعت في الغرق والغياب.