التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا عن شهر تشرين الأول 2022 

التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا عن شهر تشرين الأول 2022 

التأمت القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين في العاصمة الجزائرية " الجزائر " بتاريخ 1 / 11 / 2022 بحضور ضيوف من عدد من الدول، وحضور الأمين العام للأمم المتحدة " أنطونيو غوتيريس  " و دون دعوة النظام السوري، رغم ان الجزائر من الدول العربية الموالية له ( النظام )، وتطرق الحضور في كلماتهم للعديد من قضايا الوضع الدولي والإقليمي والعربي، واكدوا على المطالبة بحل القضية الفلسطينية كدولة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية وتثبيت عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، كما أكدوا على الحلول السلمية السياسية لعموم أزمات المنطقة بما فيها الأزمة السورية وبما يخدم الشعب السوري، وطالبوا بكف يد كل من إيران وتركيا وتدخلاتهما في الشأن الداخلي لبعض الدول العربية ..

في سياق الأزمة السورية، لا تزال تداعيات قمة طهران لدول " استانا- سوتشي " قائمة ومستمرة في إطار تفاهماتها على ترتيبات خارج مسار الحل السياسي الدولي للأزمة، وتقود روسيا هذه الترتيبات في إطار صراع المصالح مع الغرب وبما يتوافق مع مصلحة كل من إيران وتركيا أيضاً، مستغلة موقف الدولتين من الغرب حيث مجافاة تركيا وصراع إيران معها، متجاهلة الدور الهام للتحالف الدولي في سوريا والمنطقة بقيادة أمريكا، حيث تأكيد هذه الأخيرة على مسار الحل السياسي الدولي، والسعي للجم المعارك والحروب التي تهدد بها تركيا بهذه الذريعة أو تلك، ودعوة هيئة تحرير الشام " جبهة النصرة " الى الانسحاب من عفرين لمنع التصادم مع الأهالي والعمل من أجل توفير عوامل الأمن والاستقرار في المنطقة..

تركيا، هي من أوعزت إلى هيئة تحرير الشام " جبهة النصرة " قدومها الى عفرين ومناطقها لأهداف أساسية : أبرزها تقوية ورقة التفاوض مع النظام السوري في الوقت المناسب، وضمان ما تزعم امنها الحدودي، والمواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية " قسد " إن اقتضى الأمر، وكذلك انسحابها بسهولة من تلك المناطق إن حصل التوافق مع النظام السوري، وتركيا كما يبدو عازمة على تحقيق مساحة أمان لعودة ما يقارب المليون مهجر سوري من تركيا، ذلك لتخفيف العبء عن كاهل الشعب التركي، أملاً في تحقيق الفرص الجماهيرية للانتخابات البرلمانية القادمة عند منتصف عام 2023 وتحديداً في شهر حزيران القادم، لكن قد تختلط الأوراق، ويختل التوازن إن لم يكن تنفيذ المخطط التركي بضوء أخضر دولي، لأن أمريكا اليوم هي من تحمي " قسد " - رغم العلاقة مع النظام السوري - وتعزز دورها في الشأن السوري..

إيران، لا تزال الانتفاضة الجماهيرية العارمة مستمرة وقد دخلت شهرها الثاني دون كلل، بل تزداد وطأة وشراسة وهي أشد عزماً على المضي قدماً بل يزداد زخمها الجماهيري، لا بل العمائم المزيفة البيضاء منها والسوداء ترمى في الشوارع او تداس تحت اقدام المنتفضين دون خوف أو فزع، رغم القمع الشديد وتزايد الاعتقالات مع القتل والتنكيل بالمنتفضين، حيث حاجز الخوف قد سقط مع تزايد الدعم والتأييد العارم للمنتفضين بالتزامن مع ارتفاع سوية الموجات الدولية والاقليمية من الشجب والاستنكار لممارسات النظام القمعية، هذا الى جانب فرض المزيد من العقوبات على الأفراد والمؤسسات التابعة لنظام الملالي، ما يعني أن مصير النظام ومآله الى المجهول، وإن الوضع مرشح للمزيد من التأزم والتفاقم، الى أن يضطر النظام الى تغيير سلوكه بتلبية مطالب المنتفضين أو الى السقوط والفناء..

العراق، بعد حل إشكالية الصراع لاختيار او انتخاب رئيس جمهورية العراق وتشكيل الحكومة الجديدة، تبدأ مرحلة جديدة من الصعوبات هي مرحلة تنفيذ المهام، وفي المقدمة منها الاستجابة لإرادة جماهير العراق وشعبه في التطلع نحو حياة افضل تتوفر فيها المستلزمات الأساسية لمعيشة الإنسان من السلع والمواد الضرورية بما يضمن الأمن الغذائي والدوائي وهكذا المسكن والملبس والخدمات الضرورية للحياة، هذا الى جانب تناول ملفات الفساد المالي والاداري، ومشكلة الميليشيا غير النظامية التي تضرب الأمن والاستقرار وتعيث الفساد في البلاد، وهكذا ملف قضايا الخلاف بين هولير وبغداد منها موضوع المادة 140 من الدستور العراقي، ومسألة النفط والغاز وبالتالي موضوع الموازنة العامة للدولة وحصة إقليم كردستان دون نقصان، والعمل على توفير عوامل التنمية الاقتصادية عبر وضع الموازنة الاستثمارية بما يحقق الهدف الاقتصادي المنشود، انها حقا مهام أساسية وعاجلة ينبغي تنفيذها عبر الرقابة الصارمة بكل جوانبها الرسمية والشعبية..

إقليم كوردستان، تميزت قيادة الإقليم بدورها البارز في حل المعضلات والمشاكل المعقدة، سواء على مستوى الاقليم أو على مستوى العراق ككل لدرجة غدت هولير أشبه بمركز القرار للجانبين، وحتى القضايا الشائكة لبقية أجزاء كوردستان، إلا من خرج عن النسق السوي، لأن قيادة الإقليم وفي المقدمة منها الرئيس المناضل مسعود بارزاني لما تحلى بها من الحكمة والشعور العالي بالمسؤولية التاريخية القومية منها والوطنية، وحزب شعب كوردستان " الحزب الديمقراطي الكوردستاني " سطر لجنابه ولمعاصريه والنخب الواعية تجديد المسار وفاء للنضال التاريخي بتجديد انتخابه رئيساً للحزب في المؤتمر الرابع عشر بتاريخ 3-4-5 / 11 / 2022، إنما هو تجديد عهد الولاء والوفاء لنهج الكوردايتي " نهج البارزاني الخالد " ومدرسته النضالية، وترسيخ وطيد للمشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده جناب الرئيس مسعود بارزاني بهمة قوية وعزيمة صادقة لا تلين..

غرب كوردستان، مناطق عفرين كانت ولا تزال قلقة على الوضع الأمني المضطرب، وازداد هذا القلق والتوتر بعد دخول قوات هيئة تحرير الشام " جبهة النصرة " إليها، لأن تواجد الفصائل المسلحة أصلاً هو مثير للمخاوف، فكيف إذا كانت متعددة ومختلفة الى حد ما، ما يعني أن الوضع ينذر بالمخاطر في أية لحظة، وهكذا المناطق الأخرى على طول الحدود التركية مع سوريا، حيث القصف المستمر وخصوصاً من خلال المُسيّرات، التي تسبّب خسائر في الأرواح والممتلكات بشكل دائم، ما ينبغي مناشدة القوى الدولية الصديقة ومؤسسات المجتمع المدني ولجان حقوق الإنسان للتدخل بغية توفير عوامل الأمن والأمان في تلك المناطق وذلك بعودة المهجرين الى أماكنهم في عفرين، گري سپي، سري كانيیه، وإخراج الفصائل المسلحة منها وتسليم إدارتها مدنياً للأهالي..

هذا ناهيك عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي المُتردّي وسوء الأحوال المعيشية لمعظم السكان في تلك المناطق، فضلاً عن استمرار ادارة ب ي د ومسلحيها بالممارسات القمعية حيال المجلس الوطني الكردي وأحزابه ومكوناته، وفرض الضرائب والاتاوات الباهظة على المواطنين، وملاحقة الشباب والقاصرات للتجنيد الإجباري وغير ذلك من الممارسات الجائرة الضاغطة نحو المزيد من الهجرة الى خارج البلاد.

المكتب السياسي 
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا

قامشلو 8 / 11 / 2022