قريبًا.. ألمانيا تحاكم سوريين مقربين من نظام الأسد بقضايا تجارة مخدرات

قريبًا.. ألمانيا تحاكم سوريين مقربين من نظام الأسد بقضايا تجارة مخدرات

أصدرت جريدة ألمانية تقريرًا حول تجارة المخدرات في سوريا، ذكرت فيه أن مشتبهًا بهم ضالعون مع النظام السوري بتهمة تجارة المخدرات، سوف يحاكمون قريبًا في ألمانيا.

وبحسب تقرير جريدة “DER SPIEGEL” الألمانية، الصادر الثلاثاء 21 من حزيران، فمن المقرر أن تبدأ محاكمة “إياد س.” وسوريَّين آخرَين قريبًا في مدينة إيسن الألمانية، ومن المتوقع أن تسلّط إجراءات المحكمة الضوء على تجارة المخدرات المزدهرة تحت سيطرة النظام السوري.

وبدأت التحقيقات في نيسان 2020، عندما عثر مسؤولو الجمارك الرومانيون داخل حاوية شحن على 2.1 مليون حبة “كبتاجون” مخبأة داخل أجهزة، قيمتها نحو 43.5 مليون يورو، وكانت الشحنة في طريقها من سوريا إلى السعودية عبر رومانيا.

وكان المتهم الرئيس إياد (55 عامًا) “
كبير اللوجستيين لتجار المخدرات”، من مدينة اللاذقية السورية، حيث كان يدير شركة استيراد وتصدير في الميناء، قبل أن توقف “الفرقة الرابعة” أعماله في عام 2017، وتتولى إدارة الميناء، بحسب الجريدة.

وتمكّن المحققون الألمان من ربط أكثر من طن من الحشيش وأكثر من طن من “الكبتاجون” بإياد وأتباعه، بقيمة تبلغ حوالي 130 مليون يورو، وفق الجريدة.

وبحسب المحققين، تجري صفقات بيع المخدرات عن طريق “داعمين” في سوريا، يسيطرون على تجارة “الكبتاجون”، وبمساعدة “أشخاص لوجستيين” فروا سابقًا إلى أوروبا.

ومن بين شركاء إياد المشتبه بهم، زميله “محمد ب.” الذي يعيش في ألمانيا، ويُعتقد أنه ضالع في تهريب المخدرات في سوريا حتى قبل أن يفر إلى ألمانيا، ووفقًا للائحة الاتهام الموجهة ضده، فقد بلغ مكانة جيدة مع أفراد من عائلة الأسد، مكّنته من العيش في أحد أفضل أحياء دمشق سابقًا، إلى حين خدع شركاءه التجاريين واضطر إلى الهروب، وفق الجريدة.

وعمل اثنان من الرجال الأربعة المُشتبه بهم في مناصب مؤثرة بميناء “اللاذقية”، بالإضافة إلى أن جميع شحنات المجموعة وردت من ذات الميناء.

واقتنع المحققون بأن جميع صفقات المخدرات في سوريا تخضع لحماية النظام السوري، إذ وجدوا أيضًا دليلًا على أن “الفرقة الرابعة”، بقيادة ماهر الأسد، تجني أموالًا من شحنات المخدرات، ويعتقدون أن الوحدة العسكرية تحصل على 300 ألف دولار عن كل حاوية تُشحن من اللاذقية، وفقًا للتقرير.

وكشفت التحقيقات أن الالتفاف الذي تسلكه المخدرات عبر أوروبا هو جزء من الخطة، التي تهدف إلى خداع مسؤولي الجمارك في المملكة العربية السعودية ودبي، لأن الشحنات القادمة من أوروبا نادرًا ما يفحصونها.

وفي نيسان 2020، عثر مسؤولو الجمارك المصريون في بورسعيد على كميات من “الكبتاجون” والحشيش معبأة في 19 ألف حاوية مصدرها شركة “ميلك مان” السورية، التي كانت مملوكة حينها لرامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي نفى بدوره تورط شركته.

وفي 23 من كانون الثاني الماضي، ناقشت عنب بلدي مدى ضلوع النظام واستخدام عائلة الأسد نفوذها في إنماء هذه التجارة في ظل تهالك الاقتصاد السوري، واعتمادها مصدر الدخل الأول، إلى جانب استعمال النظام المخدرات ورقة ضغط ومساومة لتحقيق مصالحه، دون محاسبته أو العمل على إيقاف توسعه فيها.

وأثبت تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في 5 من كانون الأول 2021، أن “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام السوري بقيادة ماهر الأسد، الأخ الأصغر لبشار الأسد، هي المسؤولة عن تصنيع مادة “الكبتاجون” وتصديرها، فضلًا عن تزعّم التجارة بها من قبل رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بالنظام، وجماعة “حزب الله”، وأعضاء آخرين من عائلة الأسد.