فورد: أردوغان يستعد لمزيد من المصارعة مع بوتين في سوريا

فورد: أردوغان يستعد لمزيد من المصارعة مع بوتين في سوريا

تحدث السفير الأمريكي السابق إلى سوريا، والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، روبرت فورد، عن التوازنات التي تتبعها تركيا في الحرب الأوكرانية والعناصر الاستراتيجية التي تمتلكها أنقرة في هذا السياق.

وقال فورد في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” إن لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكثير من النقاد في الولايات المتحدة، إلا أن “توازنه الحذر بشأن أوكرانيا يعطي دروساً حول كيف يمكن للدبلوماسية أن تغير عدم الارتياح إلى ميزة سياسية”.

وأشار فورد إلى أن أردوغان استعاد نفوذ تركيا في حلف “الناتو” رغم استمرار علاقاته الاقتصادية الوثيقة مع روسيا، مضيفاً: “أردوغان شخصيته صعبة، لكنه تجنب تهديد أي من الجانبين في الصراع الأوكراني”.

كما لفت إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن شدد في وقت سابق على أن بوتين يجب ألا يبقى في السلطة، الأمر الذي أثار دهشة العالم، بحسب فورد.

واعتبرت واشنطن فيما بعد أن بايدن كان يعبر عن رأيه الشخصي فقط، ويؤكد فورد هنا أن السياسيين الأمريكيين ومحللي السياسات الخارجية يأملون علناً في هزيمة كبيرة لروسيا.

في مقابل ذلك، يقول فورد: “تجنب أردوغان انتقاد بوتين شخصياً، وأكدت أنقرة على إيجاد مخرج مشرف لبوتين من الحرب، وفي الوقت نفسه، لم تعترف تركيا قط بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وكان واضحاً جداً علانية دعمها لاستقلال أوكرانيا وسيادتها الإقليمية”.

وشدد الدبلوماسي الأمريكي السابق، على أن العنصر الثاني المهم في سياسة تركيا المتوازنة تجاه الحرب الأوكرانية هو مساعدتها كلا الجانبين، معتبراً أنها “تسبب بالألم لكل منهما أثناء سعيها لتأمين مصلحتها الخاصة”.

ولفت إلى أن الطائرات التركية المسيّرة التي بحوزة الجيش الأوكراني دمرت الكثير من القوافل والدبابات الروسية، “رغم أن الضباط الروس شاهدوا تلك الطائرات تحطم هجوم قوات الأسد على إدلب عام 2020، لكنهم لم يعدلوا التكتيكات العسكرية في أوكرانيا”.

وأردف: “بالإضافة إلى ذلك، منعت الحكومة التركية عبور السفن الحربية الروسية عبر مضيق البوسفور، وبعد غرق الطراد “موسكفا”، تحتاج روسيا إلى تعزيزات بحرية لتهدد باجتياح ميناء أوديسا الأوكراني الحيوي، إلا أن التصرف التركي يوصد هذا الباب تماماً”.

على سياق آخر، أشار فورد إلى أن فرنسا وإيطاليا اتفقتا في قمة حلف “الناتو” التي عقدت الشهر الماضي، على إعادة إبرام اتفاق مع تركيا بشأن تصنيع نظام للدفاع الجوي، وبعثت وزارة الخارجية الأمريكية برسالة إلى الكونغرس تبرر فيها بيع الولايات المتحدة طائرات “إف – 16” إلى تركيا. وشددت الرسالة على الاهتمام الأمريكي بالعلاقات الدفاعية الجيدة مع تركيا، كما أشادت وزارة الدفاع الأمريكية بإغلاق تركيا لمضيق البوسفور.

ويرى فورد أن السبب في التصريحات الصادرة عن باريس وواشنطن بشأن الدفاع عن تركيا التي كانت غائبة لعدة أشهر، يعود إلى الإجراءات التركية الملموسة التي تدعم حقاً الموقف الغربي بشأن أوكرانيا.

كذلك أشار إلى أن تركيا تجنبت فرض العقوبات على روسيا، وتساعد وارداتها من الغاز والنفط الروسيين بوتين في تمويل الحملة العسكرية الروسية، مضيفاً: “تفعل ألمانيا الشيء نفسه، لكنها تتلقى انتقادات أكثر من تركيا”.

ومن وجهة نظر فورد، فإن أحد عناصر استراتيجية التوازن التركية هو إبقاء قنوات الاتصالات مفتوحة مع جميع الأطراف، حيث يتواصل المسؤولون الأتراك مع نظرائهم الروس والأوكرانيين، كما يتواصل أردوغان مع ماكرون رغم غضبه من فرنسا، ويأمل أيضاً في التوصل إلى مصالحة سياسية مع بايدن.

ويعتقد فورد أن سياسة التوازن التركية ستصبح أكثر صعوبة خلال الأسابيع المقبلة، حيث حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية الدول التي تتجاهل العقوبات الغربية على روسيا من عواقب محتملة.

ويعتقد المحللون أنها تشير إلى الصين، ولكن تحذيرها موجه أيضاً إلى تركيا، وإذا أصبح القتال في شرق أوكرانيا أكثر حدة، فسوف تزداد الضغوط الغربية على تركيا لفرض العقوبات، وفقاً لفورد.

وفي الوقت نفسه، يضيف فورد: “يمكن لروسيا استغلال تجديد الأمم المتحدة المقبل للمساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين في إدلب أوائل تموز/ يوليو كأداة ضد تركيا، ويشير الإعلان التركي بمنع الرحلات الجوية العسكرية الروسية فوق تركيا إلى سوريا، إلى أن أردوغان يستعد لمزيد من المصارعة مع بوتين في سوريا، ولكن يمكن للرئيسين التحدث عن ذلك بشكل مباشر.