ابتكروها لكنها خدعتهم..هكذا ضُلل الألمان في الحرب العالمية

ابتكروها لكنها خدعتهم..هكذا ضُلل الألمان في الحرب العالمية
صورة لعدد من الجنود أثناء صناعة رؤوس الورق المعجن

خلال فترة الحرب العالمية الأولى، كان الألمان سبّاقين في تحقيق العديد من الإنجازات العسكرية. فإضافة لكونهم أول من اخترع قناع الغاز وقاذف اللهب، وأول من قاد هجوما موسعا باستخدام السلاح الكيمياوي، كانت ألمانيا أوّل من استخدم البنادق ذات المناظير، المعروفة بالبنادق القناصة، على نطاق واسع بالحرب العالمية الأولى.

وأمام النجاح الهائل الذي حققته البنادق القنّاصة الألمانية، لجأت بقية الأطراف المتحاربة لتزويد جنودها بهذا النوع من الأسلحة، لتشهد الحرب بذلك تحوّلا كبيرا سرعان ما أدى لارتفاع عدد القتلى.

بالتزامن مع ذلك، عرفت تقنيات التمويه تقدما ملحوظا، حيث لجأ القناصة للتخفي بهدف مغالطة العدو، فعمد البعض للاختباء داخل ما عرف بالأشجار الاصطناعية لمراقبة تحركات العدو وقنص جنوده، بينما ارتدى البعض الآخر نوعا من البدلات المغطاة بالحشائش للتخفي بالغابات وقرب المستنقعات.

في الأثناء، شهدت حرب الخنادق ارتفاعا واضحا لعدد القتلى بسبب القناصة، حيث كان الجنود عرضة للقنص في حال إخراج رؤوسهم من الخنادق لمشاهدة تحركات العدو بالجهة المقابلة.

أمام تزايد خطر القنّاصة الألمان وارتفاع عدد قتلاها وصعوبة إنجاز المهام بالخنادق، اتجهت وحدات التمويه التابعة للجيش البريطاني لوضع ابتكار فريد من نوعه لتضليل العدو.
عرف هذا الاختراع بخدعة رؤوس الورق المعجّن، وعلى جبهات القتال تواجدت فرق من النحاتين والرسامين الذين أوكلت إليهم مهمة إعداد هذه التقنية.

كما اعتمد هؤلاء المختصون على الورق المعجّن الذي استخدم منذ سنوات ما قبل الحرب لصناعة الدمى وألعاب ومجسمات الكرنفالات.

وعقب إضافة الصمغ إليه، يتكفل النحّاتون بنحت شكله ليكون شبيها برأس إنسان، من ثم يقوم الرسّامون بمواصلة المهمة عن طريق إضافة الألوان ورسم وجه آدمي عليه يتم اقتباسه من وجه جندي حقيقي.

لاحقا، ترسل رؤوس الورق المعجّن نحو الخنادق، وهنالك يتكفّل الجنود بتثبيتها بأعلى العصي قبل رفعها لتمويه القنّاص.

فضلا عن ذلك لجأ البعض إلى وضع سيجارة عند مستوى فم رأس الورق المعجّن لإضفاء مزيد من الواقعية عليه.
وعندما يقع القنّاص الألماني في شراك هذه الخدعة التمويهية، يطلق الرصاص، بعدها ينزل البريطانيون رأس الورق المعجّن من العصى للتثبت من مكان دخول وخروج الرصاصة، واعتمادا على إحدى طرق التثليث الهندسية يحدد الجنود مكان القنّاص الألماني وإحداثياته فيقدمونها إما لقناصتهم أو لفرق المدفعية التي تتكفل بإمطار مكان تواجد هذا العسكري الألماني بوابل من القذائف.

أيضا، عمد بعض الجنود البريطانيين لاستخدام "بريسكوب" يوضع داخل رأس الورق المعجّن لمراقبة مواقع الألمان بأمان وتحديد موقع قنّاصتهم حال إطلاقهم للنيران. في الأثناء، تعممت هذه الطريقة أثناء فترة الحرب حيث لجأت جميع القوى المتحاربة لاستخدامها لمواجهة خطر القنّاصة.