محاكمة "الطبيب الجلّاد" في ألمانيا قريباً

محاكمة

ضِمن سلسلة محاكمات قامت بها ألمانيا بحق ضُباط سابقين في النظام السوري، تقترب أول جلسة محاكمة للمتهم "علاء م"، وذلك بعد أيام من صدور الحكم من محكمة "كوبلنز" بالسجن المؤبد على العقيد أنور رسلان والذي وُصف بالتاريخي، لارتكابه جرائم حرب أثناء عمله مع أجهزة المخابرات النظام السوري ما بين عامَيْ 2011 و 2012.

وفي العاشرة صباحاً من 19 كانون الثاني/ يناير الحالي سوف تبدأ المحكمة الإقليمية العليا في مدينة "فرانكفورت" الألمانية أولى جلساتها ضد الطبيب المتهم، وحسب لائحة الاتهام التي نشرها المدعي العام الألماني في حزيران/ يوليو2021 فإن التهم الموجهة للطبيب هي ارتكاب جريمة قتل وارتكاب 18 حالة تعذيب، منها إلحاق أذى بدني جسيم، ومحاولة إلحاق أذى بدني جسيم، وإلحاق أذى بدني خطير واحتجاز حرية أشخاص بتَبِعات مميتة.

مَن هو الطبيب علاء وكيف تم كشفه؟

الانشقاق عن النظام السوري والهروب لأوروبا والتذرّع باللجوء لم تكن هذه الحُجج كافية لإنقاذ مَن اتبعها من ضباط المخابرات والمتهمين بارتكاب جرائم بطرق مختلفة ومبتكرة بحق الشعب السوري، كالعقيد أنور رسلان والضابط الأقل منه رتبة، إياد غريب الذي حُكم عليه بالسجن 4 أعوام بتهمة التواطؤ بجرائم ضد الإنسانية، وثالثهم "علاء م".

"علاء م"، 36 عاماً، ينحدر من قرية "الحواش" في "وادي النصارى" ذي الغالبية المسيحية في حمص، وهو طبيب جراحة عظمية سابق في مستشفى حمص العسكري ومستشفى "المزة العسكري 601"، والمسؤول عن تعذيب الجرحى المعتقلين بطرق بشعة. لجأ إلى ألمانيا وعمل كطبيب في مدينة "كاسل" منذ عام 2015، حيث ألقت السلطات الألمانية القبض عليه في ولاية "هيسن" في حزيران/ يونيو من عام 2020.

تحقيق (البحث عن جلادي الأسد) والذي نشرته قناة "الجزيرة" بالاشتراك مع "دير شبيغل" الألمانية العام الماضي، الذي تتبع عدداً من المتهمين بارتكاب جرائم حرب كانوا قد توجهوا إلى أوروبا تحت ذريعة اللجوء، تضمّن اسم "علاء م"، ولعب دوراً رئيسياً في فتح قضيته.

شهادات مرعبة

ابتكر "م" خلال عمله في المستشفيات العسكرية، آليات تعذيب جديدة، "أتت سيارة إسعاف، عندها كنت أنا في قسم الإسعاف، أنزلوا منها شخصاً قالوا إنه مسلّح، طبعاً هم لا يقولون متظاهر، يقولون مسلح، بهذا الوقت كان أيضاً "علاء م" متواجداً في قسم الإسعاف، أتى إلى هذا الشخص وخلع عنه ثيابه، ووضع الكحول على عضوه الذكري وقام بإشعاله"، وفقاً للشاهد في تحقيق "الجزيرة" الطبيب السابق في مستشفى حمص العسكري محمد وهبي.

الإفادة الذي أكدها الشاهد الآخر الطبيب معاذ الغجر بقوله: "أنا كطبيب جراحة بولية أتانا هذا الموقوف وطُلب استشارة له، كان في حرق كامل للقضيب مع الصفن". أضاف الطبيب الغجر حول عمليات التعذيب الأخرى أن "علاء. م" قام بعمل جراحي لأحد المصابين وهو غير مؤهل للقيام بهذا العمل والأكثر من ذلك "خرج (م) يقول: أنا قمت بالعمل الجراحي من الألف إلى الياء لأن هذا موقوف ونتعلم فيه"، إذ يشير الغجر أنه قام بالعمل الجراحي دون تخدير "كان عم يشتغل بالمريض والمريض بحاله صحو كامل"، وهذا ما قد يؤدي لوفاة المريض بأي لحظة نتيجة الصدمة الألمية وفقاً للغجر.

ظن "علاء" أن اللعب على وتر الطائفية سوف ينجيه من المحاكمة، إذ نقلت وسائل إعلام أن "م" حاول الدفاع عن نفسه أمام السلطات الألمانية بقوله: "أنا مسيحي وهم جهاديون".

تعد هذه المحاكمة هي الثالثة التي ستُقام، بعد الحكم على أنور رسلان بالسجن مدى الحياة، وإياد غريب بالسجن 4 أعوام، ويترقب السوريون نتائجها وخصوصاً من فقدوا أبناءهم تحت التعذيب أو لا يزالون يقبعون في المعتقلات.