"القاطرجي" يوسّع استثماراته..نقل المخدرات بين النظام وقسد

توسعت مجموعة القاطرجي الدولية في استثماراتها المتنوعة منذ بداية العام 2021، وشمل التوسع قطاعات عمل جديدة كأسواق العقارات والمرافق والخدمات السياحية، والتي تخفي خلفها عملية موسّعة لنقل المخدرات بين مناطق النظام وقسد.

وتحولت حلب خلال الفترة ذاتها إلى معقل بارز للمجموعة ومركز تصنيع وترويج للمواد المخدرة. وانطلاقاً من حلب ينقل القاطرجي المخدرات إلى مناطق مختلفة داخل سوريا وخارجها، وهو نشاط جديد للمجموعة التي يتزعمها عضو مجلس الشعب حسام قاطرجي وأخوته.

وضبطت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) مؤخراً، شحنة من المواد المخدرة في صهاريج نقل النفط التابعة لمجموعة القاطرجي في معبر صفيان بريف الرقة الجنوبي الغربي، وهذه المرة الثانية التي تضبط فيها قسد مواداً مخدرة تنقلها الصهاريج التابعة للمجموعة من مناطق النظام إلى مناطق قسد شمال شرقي سوريا.

وقالت مصادر محلية ل"المدن"، إن "أرتال صهاريج النفط التابعة لمجموعة القاطرجي والتي تدخل بشكل شبه يومي إلى مناطق قسد قادمة من مناطق النظام، تنقل كميات كبيرة من الحبوب المخدرة بأنواعها المختلفة بالإضافة للحشيش، وما يتم ضبطه ومصادرته من قبل القوى الأمنية التابعة لقسد في معبر صفيان قرب مدينة الطبقة هو جزء قليل من الكميات التي تدخل".

وأضافت المصادر أن "القاطرجي يعتمد على شبكة واسعة من أبناء العشائر في مناطق سيطرة قسد للترويج وبيع وتوزيع المواد المخدرة، كما أن عاملين في صفوف قسد في القطاعات الأمنية والعسكرية في بعض المناطق يسهلون عمل شبكات الترويج والبيع ويغضون الطرف عنها مقابل مبالغ مالية تدفع لهم شهرياً".

العلاقة الجيدة بين مجموعة القاطرجي الدولية وأبناء العشائر شمال شرقي سوريا ليست جديدة، وتعود للفترة التي كان فيها تنظيم "داعش" يسيطر على المنطقة بين العامين 2014 و2017، وحينها كان لأبناء العشائر المقربين من المجموعة دور كبير في عقد الصفقات التجارية مع التنظيم والتي كانت المجموعة تعقدها لصالح النظام، وتضمنت تجارة القمح والنفط والسكر والقطن والزيت ومختلف المواد الغذائية والتموينية.

وقال الباحث الاقتصادي يونس الكريم ل"المدن"، إن "تجارة المخدرات نشاط مربح جداً بالنسبة للمليشيات والقوى المتنفذة والمقربة من نظام الأسد، وتضمن وفرة مستمرة في السيولة المالية، وتضمن أيضاَ توسع واستمرار الولاء لمجموعة القاطرجي في الأوساط الموالية لهم وبالأخص الوسط العشائري صاحب التاريخ المصلحي الطويل مع المجموعة وأنشطتها غير المشروعة".

وأضاف الكريم أن "المخدرات مادة مطلوبة من قبل معظم المليشيات المسلحة لكي تمول نفسها، وهي مواد يسهل تداولها وترويجها وأرباحها كبيرة، وبالنسبة لمجموعة القاطرجي مهّد الاتجار بالمخدرات للتعامل مع قوى ومليشيات منافسة ومناهضة للمجموعة في بعض المناطق، ويمكن القول إن المخدرات باتت تجمع بين المليشيات المتناحرة في سوريا وتنسق لعمل مشترك في ما بينها".

وتابع أن "القاطرجي مثله مثل باقي أمراء الحرب في سوريا، ومن الطبيعي أن يستثمر في المخدرات ليزيد ثروته، بعد أن توسّع ونوّع مجالات عمله واستثماراته مؤخراً في قطاعات مثل السياحة والعقارات والصناعة".

وحول التنسيق المفترض بين القاطرجي وقوى تابعة لقسد لتسهيل عمليات الترويج والإتجار بالمخدرات في مناطق سيطرتها شرقي سوريا، قال الكريم: "قسد كأي مليشيا في سوريا أو حركة قومية فهي مُخترقة، وهذا يمكن قراءته من تصريحات مسؤوليهم وآخرهم جميل بييك". وأضاف أن " لقسد باعاً طويلاً في تصنيع المخدرات والإتجار بها، ولديها علاقات إنتاج وعلاقة متبادلة مع نظام الأسد في هذا المجال".

واشترت مجموعة القاطرجي خلال الأشهر القليلة الماضية عدداً من المجمعات والمقاسم الصناعية في الشيخ نجار شمالي حلب، وفي منطقة الراموسة في القسم الجنوبي الغربي من المدينة، والراموسة منطقة صناعية مصغرة تتركز فيها عمليات تصنيع لوازم السيارات ومركبات النقل وإصلاح الشاحنات والصهاريج.

وقالت مصادر محلية في حلب ل"المدن"، إنه "في منطقة الراموسة تتم عمليات زرع وإخفاء المواد المخدرة في صهاريج نقل النفط داخل ورش صناعية تملكها مجموعة القاطرجي، وتتم العملية بطريقة احترافية غالباً ليتم نقلها إلى مناطق قسد عبر معبر صفيان قرب مدينة الطبقة".

وأضافت المصادر أن "حلب باتت مركز ثقل بالنسبة لمجموعة القاطرجي بعد أن نقلت مقر قيادة المليشيا التابعة لها من دير الزور إلى حلب في العام 2021، وضمّت إلى صفوفها أعداداً إضافية من أبناء العشائر في حلب تحمي الورش الخاصة بتصنيع المخدرات وشبكات الترويج التابعة لها".

وأوضحت أنه "انطلاقاً من حلب ينشر القاطرجي المخدرات، وتصل المواد المخدرة إلى مناطق قسد، والمعارضة شمال غربي سوريا أيضاً، عبر ممرات التهريب المنتشرة بكثرة بالتعاون مع الفرقة الرابعة والفصائل التي تدير ممرات التهريب في حلب وإدلب".

"المدن"