الحرة: "ملفات فساد وعمليات سرقة آثار وتجارة المخدرات في مناطق إدارة PYD"

الحرة:

كشفت قناة الحرة الأمريكية, في تقرير استثنائي, يوم الأربعاء الموافق 13 كانون الثاني/يناير 2021, عن قضايا فساد وعمليات سرقة وتهريبٍ للآثار وأخرى عمليات متاجرة بالمخدرات, واصفةً إياها بـ "الملف الحساس" الذي قلما يتم التطرق له من قبل سلطة PYD.

وذهبت الحرة في تقرير إلى مدينة منبج, بوابة مناطق إدارة PYD, بحسب وصف القناة, "تتوارد أخبار عن قضايا فساد وعمليات سرقة وتهريب للآثار، وأخرى ارتبطت بعمليات متاجرة بالحبوب المخدرة، في مشهد قلما يتم التطرق له من قبل السلطات الموجودة على الأرض، كونه ملفٌا "حساساً"، ومن شأنه أن يدفع "الحاضنة الشعبية" لسلوك قد يهدد ما تعمل عليه للمستقبل".

ملايين الدولارات تُسحب من منبج
في أول يوم من العام الجاري، نجح المسؤول المالي الأول في منبج، ويدعى "نضال" في الهروب نحو مناطق سيطرة نظام الأسد ومعه ملايين الدولارات، حسب ما قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، ومصدر آخر من داخل منبج لموقع "الحرة".

يقول عبد الرحمن: "إن نضال ينحدر من ريف مدينة كوباني, وهو متورط بملفات فساد كبيرة أفضت إلى سرقته ثلاثة ملايين دولار، وهروبه بعد تأمين وضعه في مناطق النظام السوري".

ما ذكره مدير "المرصد السوري" يؤكده مصدر آخر من داخل مدينة منبج، لكنه يشير إلى أن "المبلغ المسروق هو أربعة ملايين دولار"، موضحاً أن "نضال نجح بالهروب مع رجل آخر يدعى لقمان شكري، وهو مسؤول بالجمارك في منبج".

ويقطن في منبج حوالي مليون شخص، وتخضع المدينة بكاملها لسيطرة "مجلس منبج العسكري"، الذي يعتبر أحد مكونات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بينما تنتشر مسلحو نظام الأسد على أطرافها إلى جانب قوات من الشرطة الروسية، كانت قد اتجهت لتسيير دوريات في المنطقة في الفترة الأخيرة.

وبعيدا عن العسكرة, يعتبر "مجلس منبج المدني" الجهة الأبرز التي تتولى تسيير أمور المدنية إدارياً وخدمياً، وهو أيضا أحد مكونات إدارة PYD.

وبعد هروب "نضال" ألقت القوات الأمنية في منبج التابعة لـ قسد، القبض على أسرته وحتى أطفاله الصغار، ما دفعه للتهديد عبر صفحته في "فيس بوك" بكشف فساد "الإدارة الذاتية".

ويقول مدير "المرصد السوري" إن "الفساد مستشر في منطقة منبج"، مشيراً إلى حالة استياء شعبي من السلطات المسيطرة هناك، حالها كحال جميع المناطق السورية، على اختلاف الجهات المسيطرة.

التهديد بفتح أكثر من 12 ملفاً
اطّلع موقع "الحرة" على التهديد الذي نشره "نضال" عبر حسابه في "فيس بوك"، وعلى الرغم من صعوبة التأكد من صحة الحساب أو الاسم، إلا أن مصدراً إعلامياً من منبج أكدّ المعلومات الواردة في المنشور، لكنه أشار إلى أن اسم "نضال" هو حركي ووهمي وغير حقيقي، وهي طريقة سبق وأن استخدمها المهربون أو الأشخاص الذين تحيط بهم عدة إشكاليات، أمنية أو غيرها.

التهديد الذي لوّح به "نضال" عبر "فيس بوك" تضمن كشف تفاصيل فساد في أكثر من 12 ملفاً، أبرزها: "ملف القمح والشعير في أثناء السيطرة على منبج"، "ملف مكتب الرقابة في الرقة"، "ملف عوائل الشهداء"، "ملف الجمارك"، "ملف الأمن الداخلي".

وأكد "نضال" أن القوات الأمنية في منبج اعتقلت أطفاله، أكبرهم يبلغ من العمر خمس سنوات، لكنه لم يسرد تفاصيل هروبه إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بينما لم يرد على الاتهامات الموجهة ضده.

سماسرة سجناء "داعش"
قضية "الفساد" المتعلقة بـ"نضال" ليست الوحيدة التي تعيشها مدينة منبج، فهناك قضايا أخرى تتعلق بتهريب سجناء "داعش"، وفق ما كشفه مدير المرصد السوري، بالقول إن هناك قيادات في إدارة PYD متورطة في تهريب مساجين من عناصر تنظيم داعش، عن طريق "السماسرة".

يضيف مدير المرصد أن "السماسرة" يتلقون مبالغ مالية بـ 20 ألف دولار أميركي لقاء تهريب كل عنصر من التنظيم، ويتابع: "15 ألف دولار منها تذهب إلى المسؤولين و5000 دولار للسماسرة".

ويوضح رامي عبد الرحمن أنه تم تهريب ما لا يقل عن 19 عنصراً من التنظيم إلى وجهات مختلفة، أولاً إلى البادية السورية، ومن ثم إلى الحدود التركية.

من جانبه قال مصدر لموقع "الحرة" إن "عناصر داعش يتم تهريبهم من السجون، ومن ثم توصيلهم لمنطقة تسمى عون الدادات شمالي منبج، ثم عن طريق مهربين إلى مناطق سيطرة الجيش الحر".

مخدرات وآثار
ويتهم "المرصد السوري" أيضا مجموعات من أسايشPYD بقضايا فساد كبيرة، "وعلى رأسهم المدعو جوان مسؤول "الأسايش" في منبج، وهو من ريف كوباني".

ويقول مدير المرصد، رامي عبد الرحمن: "تعد قضية بيع المصادرات، والمتاجرة بها أبرز قضايا الفساد المتعلقة بمسؤول "الأسايش"، حيث تقوم مجموعات فاسدة بالمتاجرة بالمواد المخدرة والآثار التي يتم مصادرتها ووضعها في المستودعات".

ويضيف عبد الرحمن: "مسؤول "الأسايش" حصل على مبلغ مالي يقدر بأكثر من 100 ألف دولار أميركي مقابل صفقة بيع آثار مصادرة في منبج".

ويتابع عبد الرحمن: "أفرج المسؤول ذاته عن خلية مؤلفة من 25 شخصاً يتبعون للحزب القومي السوري الموالي للنظام السوري، بعد القبض عليه من قبل "الأمن العام" في قرية تل حوزان بريف منبج، وذلك مقابل مبالغ مالية طائلة".

ويشير عبد الرحمن إلى أن "مسؤولي المناطق عندما يستلمون مهامهم يبيعون للمنقب عن الآثار حق التنقيب مقابل مبلغ مالي".

في المقابل يقول المصدر الذي تحدث إليه موقع "الحرة": "هناك فساد في إدارة الجمارك، عن طريق قبض رشاوي وإدخال بضاعة ممنوعة إلى المدينة، من خلال الشاحنات التي تدخل من بقية المناطق. يكون من ضمنها مواد مخدرة ممثلة في حبوب الكبتاغون".

قرارات لتسهيل "الفساد"
هناك عدة قرارات تم إصدارها من قبل إدارة PYD، لكن القيادات التي أصدرتها هي التي تخالفها من أجل تجميع الأموال، وفق المصدر الذي تحدث إليه موقع "الحرة".

ويضيف المصدر: "على سبيل المثال، هناك قرار بعدم دخول أي شخص إلى منطقة منبج لا يكون مكان إصدار بطاقته الشخصية المدينة، لكن حالياً تقوم "الأسايش" و"الاستخبارات التابعة لمجلس منبج العسكري"، بتهريب الأشخاص من "مناطق درع الفرات" إلى منبج دون معرفة خلفية الشخص الذي يتم تهريبه".

ويوضح المصدر أنه يتم تهريب الشخص الواحد مقابل 200 دولار، مشيراً إلى أن هناك المئات يومياً يتم تهريبهم، ويتابع: "من ضمن قضايا الفساد يتم إدخال سيارات تهريب من مناطق سيطرة "الجيش الحر" إلى المدينة، وهو أمر ممنوع قانوناً. تهريب السيارة الواحدة يكلف أكثر من ألف دولار".



المصدر: الحرة