واشنطن بوست: الأسد ملك المخدرات والعقوبات على النظام لوحدها غير كافية

واشنطن بوست: الأسد ملك المخدرات والعقوبات على النظام لوحدها غير كافية

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً أشارت فيه إلى أن تجارة الكبتاغون تحولت إلى وسيلة لتحقيق نفوذ بيد النظام السوري كما أصبحت مصدر دخل كبير بالنسبة للميليشيات المدعومة إيرانياً والتي أصبحت تستهدف القوات الأميركية بهجماتها.

وفقاً للتقرير الذي نشرته الصحيفة الإثنين 13 تشرين الثاني 2023، "ارتبط تصنيع الكبتاغون بالجيش السوري وبعائلة بشار الأسد بصورة مباشرة، إذ إلى جانب كونه ديكتاتوراً ومجرم حرب وقاتلاً لأعداد كبيرة من الناس، صار بوسع الأسد اليوم أن يضيف إلى سيرته الذاتية منصب ملك المخدرات، وذلك لأن تصديره للمخدرات إلى مختلف أنحاء العالم يدر عليه مليارات الدولارات سنوياً. وحتى يتمكن من تصدير الكبتاغون إلى أوروبا، أسس النظام السوري شبكة توزيع تعتمد على التعاون مع حزب الله اللبناني والمافيا الإيطالية".

انتقدت الصحيفة تطبيع الدول مع النظام لوقف توزيع المخدرات قائلة، "الأدهى من ذلك هو أن دول الخليج ضاقت ذرعاً بآفة الكبتاغون، فسارعت لتطبيع علاقاتها مع الأسد على أمل أن يوقف تصديره لتلك المادة إلى هذه الدول، ولكن حتى الآن، بقي الأسد يستخدم نفوذه في هذا المجال مع زيادة صادراته من الكبتاغون، كما أن الوسطاء الذين ينقلون المخدرات إلى دول الخليج هم أنفسهم رجال في ميليشيات مدعومة إيرانياً، وهذه الميليشيات هي التي هاجمت القوات الأميركية في العراق وسوريا عشرات المرات منذ حرب إسرائيل على غزة. وقد تسببت تلك الهجمات التي استهدفت القواعد الأميركية ونفذت بمسيرات مسلحة وصواريخ بجرح ما لا يقل عن 56 جندياً أميركياً بحسب ما أعلنه البنتاغون".

أشارت إلى أن العقوبات على النظام لوحدها غير كافية إنما على إدارة بايدن تخصيص المزيد من المعلومات الاستخباراتية وفرض النظام والقانون والموارد الدبلوماسية لمنع العراق والنظام السوري والميليشيات الموجودة في البلدين من كسب المليارات المترتبة على الاتجار غير المشروع بالكبتاغون.

أضافت، "تلعب الميليشيات الإيرانية والتي تمارس مهامَّ في سوريا والعراق دوراً مهماً في تجارة الكبتاغون، بما أنها تسيطر على الحدود السورية مع العراق والأردن، ولهذا تستعين تلك الميليشيات بالأرباح المترتبة على إعادة بيع المخدرات لتشتري السلاح ولتوسع مناطق سيطرتها، في حين يسهم نصيب الأسد في الأرباح ببقائه في السلطة وعزله عن العقوبات الدولية".

في هذا الصدد، علّق النائب الجمهوري فرينش هيل عضو لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأمريكي، قائلاً: "إن في ذلك مواصلة لما تقوم به المخدرات من دعم للإرهاب وتمويل له، فالكبتاغون يدعم الإرهاب مالياً، إذ يقدم المال لتوسيع مجال وصول الإرهابيين، كما يغذي الإرهابيين أنفسهم ويدفعهم للمضي من أجل ارتكاب جرائم وحشية".

فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا في شهر آذار القائت، عقوبات مشتركة على شخصيات سورية ولبنانية تتصدر تجارة الكبتاغون، من بينها اثنان من أبناء عمومة الأسد. وفي حزيران، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقريراً جاء فيه بأن عناصر من نظام الأسد تتعامل مع شخصيات مرتبطة بحزب الله في لبنان على إنتاج الكبتاغون، لكن استراتيجية وزارة الخارجية الأميركية لمحاربة الكبتاغون تقتصر على التصدي لشبكات التوزيع الإجرامية خارج سوريا.

خلال السنوات القليلة الماضية، ضبطت الدول المجاورة لسوريا والعديد من دول العالم، مئات شحنات المخدّرات القادمة مِن مناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا، إذ يعدّ النظام والميليشيات الإيرانية في سوريا و"حزب الله" اللبناني، مُصدّراً رئيسياً للحبوب المخدّرة، التي تعدّ مِن أهم مصادر تمويلهم.