"موسكو لا تلتزم بوعودها".. نقمة أهالي السويداء تتضاعف

أعادت حادثة طرد دورية روسية من بلدة المزرعة السورية التابعة لمحافظة السويداء والواقعة جنوب البلاد، إلى الواجهة الوضع في المنطقة التي تقطنها أغلبية من الطائفة الدرزية، والتي يمتنع الآلاف من شبانها عن الالتحاق بالخدمة العسكرية التي يفرضها النظام السوري على كلّ شابٍ أتمّ الثامنة عشرة من عمره.

وفي التفاصيل، ذكرت مصادر محلّية أن أهالي بلدة المزرعة التي تقع في منتصف الطريق الذي يربط محافظة السويداء بدرعا أن "المعلومات المنتشرة صحيحة وبالفعل طرد الأهالي أول أمس، دورية للشرطة العسكرية الروسية، بينما كان عناصرها المسلّحون يسعون لتقديم مساعداتٍ إليهم"، وهو أمر تكرر سابقاً في مناطقٍ أخرى بمحافظة السويداء، حيث طرد السكان الدوريات الروسية علناً.

وتمتاز بلدة المزرعة برمزية خاصة لجهة تأسيس فصائل مسلّحة فيها عارضت النظام السوري منذ بدء الحرب التي اندلعت شرارتها في البلاد قبل نحو عقدٍ من الزمن، فقد أُعلِن فيها عن تأسيس حركة "رجال الكرامة"، وكما نشط فيها جماعاتٍ مسلحة أخرى منها "كتائب المقداد" و"قوات شيخ الكرامة"، وهي كلها مناوئة للنظام.

استمرار حالات الخطف
تتزامن هذه المناوشات بين الأهالي والدوريات الروسية مع استمرار حالات الخطف والسطو المسلّح في محافظة السويداء وأريافها. وبحسب معلومات حصلت عليها "العربية"، فإن أغلب هذه العمليات يتم تنفيذها على يد عصابات من سكان المنطقة يحظون بغطاءٍ من النظام السوري.

ورغم أن الأهالي يعرفون بعض قادة هذه العصابات، فإنهم يتجنبون الاقتتال الداخلي وسقوط الضحايا، بهدف المحافظة على السلم الأهلي لاسيما أن النظام يحاول استغلال حوادث السطو المسلّح وعمليات الخطف لإعادة بسط سيطرته الكاملة على المحافظة، بحسب المصدر السابق.

يشار إلى أن محافظة السويداء، نأت بنفسها عن الصراع العسكري المستمر في سوريا، فقد امتنع شبّانها منذ الأشهر الأولى عن الحرب السورية، الالتحاق بالخدمة العسكرية لدى النظام. ويتراوح عددهم بين 30 و40 ألفاً. وتقول مصادر أخرى غير حكومية إن أعداد أولئك الشبان أكبر بكثير، بحيث تقدرّها بنحو 60 ألف شاب.

ويقتصر وجود النظام في محافظة السويداء على بعض الفروع الأمنية ومسلّحين مؤيدين له من أبناء المنطقة.

ولدى السويداء، جماعات مسلّحة من أبناء المحافظة، وقد دافعت عنها حينما حاولت تنظيمات متشددة من بينها تنظيم "داعش" الهجوم على أريافها في صيف العام 2018.