10 أعوام على اغتيال الشهيد مشعل تمو

10 أعوام على اغتيال الشهيد مشعل تمو

يصادف اليوم الخميس الـ7 من تشرين الأول (أكتوبر) 2021، الذكرى السنوية الـعاشرة لاغتيال مؤسس تيار المستقبل الكُردي في سوريا، الشهيد مشعل تمو، أحد السياسيين الكورد البارزين وأحد أبرز وجوه الثورة السورية، من قبل مسلحين مجهولين وعصابات النظام السوري وبمشاركة مسلحي PYD بحسب نشطاء كورد ومقربين للشهيد، في مدينة قامشلو بكوردستان سوريا.

في مثل هذا اليوم الـ7 من تشرين الأول (أكتوبر) 2011، اقتحم أربعة مسلحين ملثمين مجهولي الهوية منزلاً بمدينة قامشلو كان يتواجد فيه الشهيد مشعل التمو وابنه مارسيل والناشطة زاهدة رشكيلو وأطلقوا عليهم الرصاص ما أسفر عن اغتيال واستشهاد الشهيد مشعل التمو وإصابة الناشطة الكوردية زاهيدة رشكيلو وابن الشهيد مارسيل تمو بجروحٍ خطرة .

وأثار اغتيال الشهيد مشعل التمو غضباً وسخطاً شعبياً واسعاً في الشارع الكوردي خاصةً والشارع السوري عامةً، وخرج على إثرها عشرات الآلاف من محبيه ليلة الاغتيال احتجاجاً على اغتياله، خصوصاً في مدينتي قامشلو وعامودا بكوردستان سوريا.

وولد مشعل تمو عام 1957 في مدينة الدرباسية بكوردستان سوريا وانتقل لاحقاً للإقامة في مدينة قامشلو.

عمل بين قيادات حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا لأكثر من عشرين عاما، وأسس في عام 2005 تيار المستقبل الكردي في سوريا، وهو تيار شبابي ليبرالي يرفض اعتباره حزبا سياسيا، ويعتبر أن الكرد جزء لا يتجزأ من تركيبة النسيج السوري، وأن سوريا هي الوعاء الذي يحتضن كل أبنائه.

وكان تمو قد اعتقل من قبل الأمن السوري في آب عام 2008، وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات ونصف بتهمة “إثارة الفتنة لإثارة الحرب الأهلية”، وتم الافراج عنه في حزيران يونيو عام 2011.

دعا مشعل تمو الشباب الكورد من سجنه إلى الانخراط في الثورة السورية والعمل من أجل إسقاط النظام وبناء سوريا ديمقراطية تعددية مدنية، تقر وتعترف بحقوق جميع أبنائها ومكوناتها على أساس الشراكة والمواطنة المتساوية وحكم القانون.

وعرف عن مشعل أنه كان مناضلاً صلباً وقائدا شجاعاً، فقد شكل خطاَ سياسياً وطنياً جديداً في الحالة الكوردية، وعقبة رئيسة أمام المشاريع السياسية الاستبدادية المعادية لحقوق الإنسان وحقوق الشعب الكوردي وقضيته العادلة، وكرّس حياته للنضال من أجل شعبه، ووطنه، ووضع كل القيم والمثل السياسية والفكرية والأخلاقية التي كان يؤمن بها في خدمة الثورة السورية واهدافها المعلنة في اسقاط النظام السوري، ثورة الشعب الذي ثار من أجل الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية.

وعمل مشعل التمو على عقد لقاء تشاوري في قامشلو والإعداد لمؤتمر الإنقاذ في دمشق، إلا أن قوات الأمن السوري هاجمت موقع المؤتمر في القابون بالرصاص الحي مما أدى إلى استشهاد العشرات من الشباب المساهمين في التحضير للمؤتمر، ورغم ذلك أصر مشعل على المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن موقف هيثم المالح والآخرين من عروبة سوريا ومن الحقوق الكردية جعله يقاطع المؤتمر عبر بيان أكد فيه على الانتماء للثورة وعدم المساومة على الحقوق الكردية وعلى الجزء الكردستاني الملحق بها.

يُعَد تمو كأحد أبرز وجوه الثورة السورية، وكان له دور بارز ومؤثر في اندلاع وتأجيج المناطق الكوردية ومشاركتها في الثورة السورية وكان لتمسكه بالحقوق القومية الكوردية في إطار دولة المواطنة المتساوية التي يسودها العدل والمساواة وتحقّيق الحرية وحقوق الإنسان فيها وانحيازه الى قضية الشعب السوري وثورته سبباً في استهدافه واغتياله من قبل نظام الأسد وداعميه في المناطق الكوردية.