أسباب قصر القامة وطرق العلاج

أسباب قصر القامة وطرق العلاج

قصر القامة حالة صحية يتم تحديدها من قبل الطبيب المختص إذ يستند إلى مقارنة طول الطفل مع أقرانه من ذات الخلفية الجينية ومن العمر ذاته في عينة سكانية كبيرة مع الأخذ بعين الاعتبار طول الأبوين.

ويمكن التنبؤ بطول الفرد عند بلوغه بمعرفة متوسط طول الأبوين، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ العوامل البيئية تلعب دوراً مهماً في تحديد طوله أيضاً،ويجدر التنبيه إلى أنَّ الأطباء عادة يعرفون قصر القامة بالاعتماد على مخططات النمو بدلاً من مقارنة الطفل بزملائه في المدرسة، إذ تظهر مخططات النمو معدل الأطوال الطبيعية سواءً للذكور أو الإناث بالاعتماد على العمر.

أسباب قصر القامة
1- يتأثر الطول بوزن الطفل عند الولادة، فالأطفال الذين يولدون أقل من المعدلات الطبيعية بسبب عدم اكتمال مدة الحمل (الخداج)، أو بسبب سوء تغذية الأم أو بسبب تعدد الأجنة (التوائم) قد لا يستطيعون اللحاق بالنمو الطبيعي ما لم تقدم إليهم الرعاية الكافية.
2- المورثات التي تنتقل من الوالدين، فإن كان أحدهما أو كلاهما قصير القامة فقد يحمل الطفل هذه الصفة.
3- أثبتت الأبحاث والدراسات الحديثة أن المراهقين الذين يعانون من السمنة يفرز لديهم هرمون النمو أقل من المعدلات الطبيعية.
4- إن هرمون النمو يفرز على شكل نبضات، ويبلغ أعلى معدل له بعد ساعة من النوم العميق، لذلك يتأثر طول الأطفال الذين يعانون من نوم مضطرب أو من يسهرون لساعات متأخرة من الليل.
5 - إصابة الطفل بمرض مزمن، سواء كان مرضًا قلبيًّا أو رئويًّا أو معويًّا أو كلويًّا أو دمويًّا وغيرها، قد تؤدي إلى قصر قامته.
6- الحرمان العاطفي خصوصًا افتقاد الأم قد يؤثر سلبًا على طول الطفل.
7- قصور الغدة النخامية أو الدرقية وقصور إفراز هرمون النمو GOROWTH HORMONE وهذا يتطلب فحصًا دقيقًا وتحاليل خاصة.
8- الأمراض العظمية مثل قصور بناء الغضاريف الخلقي والضمور في النخاع الشوكي.

تقييم الحالة
حتى يمكن تشخيص حالة قصر القامة، لابد من قياس الطول بالنسبة للعمر، فهناك تحاليل وصور أشعة تجري، للعمر العظمي، ويظهر من خلال فحص الرسغ الأيسر وعمل قياس (SPEN)، الذي يحدد تناسب طول الذراعين مع عرض الجسم، وقياس تناسب الجزء العلوي من الجسم مع الجزء السفلي، وإجراء تحاليل لأداء الغدة النخامية والغدة الدرقية، وتحاليل لقياس مدى استجابة هرمون النمو للعوامل المحفزة، وتحاليل أخرى حسب رأي الطبيب المعالج لاتخاذ الحل المناسب.

الطول المحتمل
يمكن الاستدلال على الطول المحتمل، الذي يصل إليه المراهق في المستقبل، وذلك في حالة وجود قصر قامة وراثي في العائلة.. بالمعادلة التالية:
طول الولد = (طول الأم + 13 + طول الأب) ÷ 2.
طول البنت = (طول الأب – 13 + طول الأم) ÷2.

هرمون النمو
صدرت دراسة حديثة تظهر أن إعطاء هرمون النمو للأطفال قصيري القامة يزيد من معدل أطوالهم، وذلك إن أعطي خلال فترة البلوغ، وأفضل من يستفيدون منه هم بطيئو النمو، ومن لديهم تأخر في اكتمال العظام.

وهنا توضح الدكتورة هالة كحلة: «إن إعطاء هرمون النمو غير مسموح لجميع حالات قصر القامة، ويؤخذ بجرعات محددة من 02،0 إلى 05، 0 ملجم / كجم، ستة أيام في الأسبوع تحت الجلد، وهذه الجرعات قد تزيد من الطول بنسبة 10 سم في السنة لبعض الحالات التي تعاني من نقص في إفراز هرمون الغدة النخامية، ومن أمراض الفشل الكلوي المزمن وبعض حالات اختلال الجينات.
كما توجد حالات تتمتع بإفراز طبيعي لهرمون النمو، إنما تعاني من خلل في مستقبلات هذا الهرمون، وعلاجها يكون بإعطاء عوامل نمو وسيطة، كما أن زيادة هرمون النمو عن المعدلات المسموح بها قد يسبب تشويهًا بالعظام وبروز عظام الفك السفلي أو الإصابة بالسكري".

نصائح لتحفيز النمو طبيعيًا:
1- اهتمي بغذاء طفلك الصحي المتوازن الذي يحتوي على العناصر الضرورية لإتمام عملية بناء الجسم على الوجه الأكمل.
2- كافحي سمنته حتى يصبح مراهقًا.
3- راعي أن يأخذ قسطًا وافيًا من النوم الليلي، حتى لا يثبط إفراز هرمون النمو.
4- ادفعيه لممارسة الرياضة بشكل منتظم منذ الصغر، فهذا يحسن الطول، على ألا يقل التمرين اليومي -الذي يصل لحد الإجهاد البدني- عن نصف ساعة.
5- تجنبي العلاجات التي تحتوي على الكورتيزون، لأنها تحد من إفراز هرمون النمو.

معالجة المشاكل الصحية المرتبطة بقصر القامة
1- فقر الدم: يجب الخضوع إلى العلاج المناسب لحل مشكلة فقر الدم لتحسين النمو، إذ يؤثر فقر الدم غير المعالج في نمو الطفل.

2- الربو: قد تؤثر بعض الأدوية المستخدمة في علاج الربو مثل الستيرويدات المستنشقة في نمو الطفل، لذلك فمن المهم اختيار الطبيب لأحد علاجات الربو الأكثر ملائمة للطفل.

3- أمراض العظام: ينتج قصر القامة لدى الأطفال بسبب الإصابة بأمراض العظام الناتجة عن نقص فيتامين د، وقد يساعد تناول المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين د والكالسيوم على العلاج.

4- الداء البطني: أو مرض سيلياك، أو كما هو معروف مرض حساسية القمح، ويمنع هذا المرض امتصاص المواد الغذائية مما يسبب مشاكل في النمو وضعف العظام، وتفيد الحمية الغذائية الخالية من الغلوتين في تحسين الأعراض المصاحبة للمرض، وعلاج مشاكل النمو المرتبطة به.

5- أمراض القلب: يضخ قلب بعض الأطفال المصابين بأمراض القلب بسرعة وكفاءة مختلفة، وهذا يسبب رفع مستوى عمليات الأيض في الجسم، والذي بدوره يزيد من الحاجة للسعرات الحرارية لمعادلة الزيادة الحاصلة في عمليات الأيض، وذلك للحفاظ على النمو والوزن الصحي، ولكن قد يحدث ويفقد بعض الأطفال المصابين بأمراض القلب الشهية، والذي يسبب بدوره قصر القامة، ولذلك قد يتطلب الوضع تغذية هؤلاء الأطفال عن طريق أنبوب الفغر المعدي، أو تغذيتهم بالحليب، أو الأغذية عالية السعرات الحرارية.

6- قصور الغدة الدرقية: يظهر العلاج باستخدام هرمونات الثايرويد البديلة فعالية لدى الأطفال المصابين بقصر القامة الناتج عن قصور الغدة الدرقية.