إمبراطورية إيلون ماسك في مهب الريح
تواجه إمبراطورية الملياردير الأمريكي إيلون ماسك سلسلة من الأزمات المتلاحقة التي تهدد مكانتها الاقتصادية، من انفجار صاروخ "ستارشيب" في منتصف الرحلة للمرة الثانية على التوالي، إلى الهبوط الحاد في أسهم "تسلا"، والهجمات السيبرانية على منصة "إكس". في ظل هذه التحديات، تُوجَّه أصابع الاتهام إلى قرارات ماسك السياسية وعلاقاته بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
تعرضت شركة "تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية لخسائر فادحة، حيث أظهرت بيانات مجلة "فوربس" تراجعاً حاداً في أسهمها أدى إلى فقدان الشركة نحو 130 مليار دولار في يوم واحد، وانخفاض ثروة ماسك اليومية بمقدار 22.8 مليار دولار. سجلت أسهم "تسلا" أسوأ أداء يومي لها منذ عام 2020، متراجعة بنسبة 15.40% عند إغلاق سوق البورصة.
لم تكن "تسلا" وحدها المتضررة؛ إذ تعرضت منصة "إكس" (تويتر سابقاً) لهجومين سيبرانيين ضخمين، ما أدى إلى انقطاعات متكررة أثارت انتقادات واسعة. واتهمت شركة التحقيقات الفرنسية "OSINT" شخصاً مصري الجنسية بالوقوف خلف الهجوم، في تعبير عن الدعم للقضية الفلسطينية. مع ذلك، شكك خبراء في مصدر الهجمات، مرجحين أن تكون مرتبطة بحرمان من الخدمة.
في قطاع الصناعات الفضائية، واجهت "سبيس إكس" انتكاسة كبيرة بعد انفجار صاروخ "ستارشيب" في رحلتين تجريبيتين متتاليتين، ما أثار تساؤلات حول إجراءات السلامة المتبعة، خاصة بعد سماح إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية بإطلاق الصاروخ مجدداً رغم الحادث السابق.
يرى خبراء أن جزءاً من خسائر ماسك مرتبط بقراراته السياسية ودعمه للرئيس السابق دونالد ترامب. الخطط الضريبية التي دفع بها ماسك لتخفيض الإنفاق الحكومي، وتدخله في السياسات الأوروبية لدعم اليمين المتطرف، ساهمت في خلق حالة من عدم اليقين بين المستثمرين.
رغم إعلان ترامب أن "العصر الذهبي لأمريكا بدأ اليوم"، تبقى التساؤلات مطروحة: هل يدفع ماسك ثمن خياراته السياسية من ثروته الشخصية البالغة نحو 320 مليار دولار أمريكي وفقاً لبيانات مجلة فوربس؟ وهل تتجه إمبراطوريته نحو مستقبل غامض في ظل الأزمات المتلاحقة؟