الأطفال يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي في مراكز قوات سوريا الديمقراطية الخاصة بالتجنيد

الأطفال يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي في مراكز قوات سوريا الديمقراطية الخاصة بالتجنيد

سلط المركز السوري للعدالة والمساءلة في تقرير مفصل الضوء على الانتهاكات والأنشطة غير القانونية لحركة الشبيبة الثورية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية " قسد " وخاصة المنهجية في اختطاف وتجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة " قسد ".

قال المركز السوري للعدالة والمساءلة في تقريره: " جندت حركة الشبيبة الثورية الأطفال وأقدمت على أنشطة غير قانونية وعنيفة أخرى مثل حرق مقرات ومكاتب أحزاب سياسية كوردية " أحزاب المجلس الوطني الكوردي في سوريا ", وترهيب الخصوم السياسيين.

وجاء في التقرير أن حركة الشبيبة الثورية تعمد بشكل ممنهج إلى تجنيد الأطفال ممن هم دون سن 18 عاما, و 15 عاما أحيانا, وهذه الحالات ليست بالحالات المعزولة, أو ناجمة عن أخطاء فردية, وإنما ممنهجة.

وأكد التقرير أن المدنيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية يعيشون في ظروف إنسانية صعبة, ويعاني أطفالها من التبعات البدنية والنفسية لسنوات النزاع, وحركة الشبيبة الثورية تستثمر شبكة مقراتها وفعالياتها في استهداف الأطفال الذين يعيشون أوضاعا هشة ويمرون بمرحلة عمرية حساسة "سن المراهقة ".

وحسب المركز السوري للعدالة والمساءلة تستدرج حركة الشبيبة الثورية الأطفال عن طريق إغرائهم بوعود نمط حياة مختلف، والعيش بشكل مستقل عن أولياء أمورهم, وغالبا ما تخدع الحركة هؤلاء الأطفال وتستدرجهم تحت غطاء التسجيل في دورات تعليمية أو مهنية.

وكشف التقریر أن حركة الشبیبة الثورية تنقل الأطفال إلى مواقع غير معروفة تقع خارج مراكز المدن, ويقطعون عنهم الاتصال والتواصل مع أفراد عائلتهم, ويحرمونهم من الحرية, ويجبرونهم على الاخضاع لدورات سرية تمتد لنحو 6 أشهر تقريبا.

وأضاف المركز السوري للعدالة والمساءلة أن الأطفال الذين يخضعون لدورات عسكرية إجبارية ويطالبون بالعودة إلى المنزل يتعرضون للضرب والإهانة والتعذيب الجسدي والنفسي, وكثير منهم يعيشون حالات نفسية يرثى لها بعد إطلاق سراحهم.
وحول طريقة كم أفواه عوائل الأطفال القصر المختطفين جاء في التقرير: عندما تخرج تفاصيل إحدى حالات اختطاف وتجنيد الأطفال إلى العلن، تبادر حركة الشبيبة الثورية إلى الاتصال بأسرة الطفل بهدف إسكاتهم إما عن طريق التهديد و الترهيب، أو الترغيب بوعود فارغة.

وأضاف التقرير على لسان إحدى الأمهات التي تم اختطاف ابنتها القاصرة :" تلقيت اتصالا هاتفيا من حركة الشبيبة الثورية, وجهوا لي من خلاله التهديدات، وطلبوا مني التوقف عن نشر تفاصيل الحالة على مواقع التواصل الاجتماعي, وأن انضمام ابنتي إلى صفوف الحركة لا يستدعي كل هذا النشر للتفاصيل والأخبار كونها ليست الطفلة الوحيدة التي تنضم للحركة، كما أنها ليست الأم الوحيدة التي تلتحق ابنتها بصفوف الحركة.

وأضاف التقرير: " تشرع حركة الشبيبة الثورية بإجراءات لترهيب تلك العائلات وتهديد أفرادها, إذ قالت والدة إحدى الأطفال المختطفين إن الحركة حاولت أن تختطف طفلها الآخر، حيث أن مركبة تابعة للحركة اقتربت من ابنها الصغير في طريقه إلى محل البقالة, وقالوا له: ماذا يعجبك في هذه القرية؟ ما رأيك في أن ترافقنا كي نذهب إلى أختك؟ وسنعطيك سيارة، وسندربك على حمل السالح واستخدامه.

رغم توقيع مظلوم كوباني قائد قوات سوريا الديمقراطية خطة عمل مع فرجينيا غامبا ممثلة الأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، لإنهاء ومنع تجنيد الأطفال دون سن 18 واستخدامهم في الأعمال العسكرية، فإن زج القاصرين في المعارك وتجنيدهم ما يزال مستمراً، وسط إهمالٍ لمناشدات ذوي الأطفال ودعوات الناشطين والسياسيين والأحزاب الكوردية بضرورة وضع حد لتلك الظاهرة الخطيرة التي تسببت بشكل وآخر في إفراغ المنطقة من الكورد.