سليمان أوسو: الرئيس بارزاني مهتم كثيراً بالوضع في كوردستان سوريا

سليمان أوسو: الرئيس بارزاني مهتم كثيراً بالوضع في كوردستان سوريا

قال سليمان أوسو سكرتير حزب يكيتي الكوردستاني- سوريا في حوار خاص مع صحيفة «كوردستان» إن وفد المجلس الوطني الكوردي خلال استقبال الرئيس مسعود بارزاني له، قد استعرض وضع الشعب الكوردي في كوردستان سوريا ومعاناته على كافة الصعد، مبيناً أن الرئيس البارزاني قد أكد على أهمية الحفاظ على المجلس الوطني الكوردي كإطار حامل للمشروع القومي الكوردي، وضرورة وجود القيادات الكوردية بين شعبهم.

حول لقاء وفد المجلس مع الرئيس بارزاني قال أوسو، "اللقاء مع جناب السروك مسعود بارزاني شيّق ومهم بالنسبة لنا ولجنابه، لأنه مهتم كثيراً بوضع الشعب الكوردي في كوردستان سوريا، ودائماً يبدي إعجابه بالشعور القومي الرفيع المستوى لدى الكورد السوريين. استعرضنا لسيادته وضع شعبنا ومعاناته على كافة الصُعد. وأكّد جنابه على أهمية الحفاظ على المجلس الوطني الكوردي كإطار حامل للمشروع القومي الكوردي، وضرورة "وجودكم بين شعبكم"، وأبدى ارتياحه من روح التفاهم بين مكونات المجلس، واستمعنا إلى آرائه وقراءاته السياسية حول ما يجري من تطورات سياسية بالأخص بعد أحداث غزة".

عن أداء المجلس الوطني الكوردي أردف أوسو، "يمكنني القول إن أداء المجلس الوطني الكوردي في الداخل كطرف سياسي مقبول، ولكنه ليس بالمستوى المأمول منه جماهيرياً حيث تتأمل جماهيرنا من المجلس أداء أفضل مما هو عليه الآن. كما تعلمون أن رفاق المجلس في الداخل، تعرّضوا لكافة أساليب الاعتقال والخطف والتعذيب والتهديد والتشهير وتلفيق التهم الكاذبة بحقّهم من قبل المجموعات المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي والمواقع الإلكترونية التابعة لهم، هذا ناهيك عن منع عقد مؤتمر المجلس من انعقاده وإخراج أعضاء المؤتمر من القاعة البديلة بقوة السلاح، كما أنهم في مرحلة سابقة قاموا بحرق مكاتب المجلس وإغلاقها، كل هذه الأسباب أثرت سلباً على أداء المجلس بين الجماهير. ومع كل ذلك نناضل بثبات في الدفاع عن حقوق شعبنا، ولن يثنينا عن ذلك كل ممارساتهم الترهيبية وقمعهم".

تابع، "بالنسبة لمكتب العلاقات الخارجية للمجلس عملوا ما بوسعهم في إيصال معاناة شعبنا الكوردي إلى أغلب الجهات الدولية صاحبة القرار في حل الأزمة السورية، ولكننا نعتقد بأنهم بحاجة إلى إعادة النظر في خطط عملهم والاستعانة بالطاقات والكوادر الأكاديمية لدى شعبنا في أغلب دول العالم وفتح قنوات دبلوماسية جديدة لدعم قضية الشعب الكوردي في سوريا".

حول التأخير الحاصل في إيجاد آلية لهيكلة المجلس قال، "السبب واضح، كما تعلمون، الإدارة الذاتية التابعة لــ ب ي د قررت منع انعقاد مؤتمر المجلس، وقد حصل بعض التأخير، واضطررنا على إنجاز أعمال المؤتمر على مراحل، وتم استكمال وتصديق جميع وثائق المؤتمر في المجلس الوطني الكوردي. في الاجتماع الأخير للمجلس تم انتخاب خمسة أعضاء لهيئة الرئاسة، وفي اجتماع الأمانة العامة القريب سيتم استكمال الرئاسة، بممثل عن الكورد الإيزيديين وممثل عن المنظمات وممثل عن المستقلين. وبذلك تكتمل الرئاسة التي تقوم بدورها بانتخاب رئيس للمجلس ونائب الرئيس والناطق الرسمي، وأمين السر. وكذلك تقوم الأمانة العامة باستكمال مكاتب المجلس المتبقية".

وتطرّق للاحتجاجات الأخيرة في كوردستان سوريا وحجم المشاركة الجماهيرية، "بعد قرار رفع أسعار المحروقات الأخير من قبل الإدارة التابعة لــ ب ي د، دعا المجلس إلى تجمع احتجاجي مركزي في قامشلو أمام مقر الأمم المتحدة، للتنديد بهذا القرار المجحف بحق أبناء المنطقة وكانت المشاركة جيدة، وتم رفع شعارات ضد هذه الزيادة التي تدفع إلى المزيد الهجرة لأبناء شعبنا، وتم تقديم مذكرة إلى رئيس الأمم المتحدة وتم تسليمها إلى مقرهم في قامشلو. بالنسبة لحجم المشاركة كانت جيدة، ولكنها لم تكن في المستوى المطلوب، وقام الكثير من الناشطين باحتجاجات في العديد من المدن والبلدات الكوردية، ودعمنا هذه الاحتجاجات. لكن حتى الآن لم تستجب إدارة ب ي د لنداءات المواطنين بإلغاء قرار الزيادة، وهذا ما يضيف عبئاً إضافياً على المواطنين في تأمين مستلزمات استمرار الحياة اليومية في حده الأدنى".

فيما يتعلق بالحوار الكوردي – الكوردي وأسباب توقفه، قال أوسو، "بالنسبة للمفاوضات التي جرت بين المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي في نيسان 2020 برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وضمانة من قائد قسد بتطبيقها. وجرت المفاوضات على أرضية اتفاقية دهوك 2014 بين المجلس و TEV DEM. لقد اتفقنا على الرؤية السياسية المشتركة بين المجلس وحزب الاتحاد الديمقراطي، كما تم الاتفاق على القسم الأكبر من الشراكة الإدارية، والمرجعية الكوردية، وللأسف تم إفشال هذه المفاوضات بعد أن لمسوا الجدية لدى المجلس في الوصول لاتفاق يخدم شعبنا، وقاموا بحرق مكاتب المجلس، وحملة اعتقالات واسعة بين أعضائه، وتوقفت المفاوضات بالرغم من محاولة ممثل الخارجية الأمريكية الجديد ديفيد براونشتاين استئنافها بعد أن وقع مع قائد قسد مظلوم عبدي على وثيقة ضمانات من ستة بنود لإعادة المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، ووافق المجلس على هذه الوثيقة، ولم يستطع قائد قسد إقناع الطرف الآخر بالعودة لطاولة المفاوضات حتى اليوم. مضيفاً، "بالنسبة للمجلس نعتبر وحدة الموقف والصف الكوردي ضرورة قومية ووطنية في هذه المرحلة التاريخية الحساسة التي تمر بها سوريا والمنطقة. ونعتقد بأن وثيقة الضمانات التي وقعها الجانب الأمريكي وقائد قسد، تشكل أرضية مناسبة لاستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها".

عن وضع لحركة الوطنية الكوردية في سوريا وتفشي ظاهرة الانشقاقات ضمنها، أكّد أوسو، "ظاهرة الانشقاقات حالة مرضية قاتلة تعيشها الحركة الكوردية، وقد وضع المجلس أسس ناظمة، في النظام الداخلي، للحد من هذه الظاهرة ضمن أحزابهم".

وتطرّق أوسو لأسباب ظاهرة الهجرة في كوردستان سوريا قائلاً، "الهجرة جرح نازف يهدد الوجود الكوردي على أرضه التاريخية، أي كلام عن وطن أو أرض بدون وجود أصحاب هذا الأرض عليها، يبقى كلاماً نظرياً، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى للهجرة أسبابها المبررة التي تدفع هذا الكم الهائل للهجرة هرباً من الحرب والظلم، والخطر الأكبر هو هجرة الشباب، بالرغم من المخاطر التي أودت بحياة الكثيرين منهم في البحار والغابات إلا أنها لم ولن تتوقف، ففي المناطق الكوردية الواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، تكمن الأسباب الرئيسة لهجرة الشباب هو (التجنيد الإجباري، خطف الأطفال، التعليم غير المعترف به محلياً ودولياً وكذلك الحالة الأمنية غير المستقرة بسبب خطر الاجتياح التركي لهذه المناطق في أية لحظة، الغلاء الفاحش وعدم توفر فرص عمل للشباب، وغيرها). هذا الخطر يهدد الجميع وعلى ب ي د التوقف على هذه الأسباب وإزالتها. كما يتوجب على الأطراف السياسية كافة التعاون من أجل إيقاف هذا النزيف المهدد للوجود الكردي على أرضه التاريخية".

وأكّد أن المجلس الوطني الكوردي قادر على إدارة كوردستان سوريا، وأن الكورد السوريين لديهم الإمكانات الكافية، على إدارة مناطقهم بأنفسهم دون أي تدخل من أية جهة أخرى، وتجربة المرحلة السابقة من إدارة المنطقة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي أثبتت فشلها حيث خسرنا عفرين وسري كانييه وكري سبي، والخطر قائم، ويهدّد مناطقنا المتبقية، كل ذلك نتيجة تواجد حزب العمال الكوردستاني في مناطقنا واستخدام تركيا هذا التواجد في التدخل بالمنطقة الكوردية وتسليمها للفصائل الإسلامية المشددة وتكرار ما حدث في عفرين. مردفاً، "اعتقد أنه آن الأوان وبات يتوجب على قيادة PYD وقيادة قسد أن يتكلموا بشفافية مع حلفائهم في حزب العمال الكوردستاني، ويقولوا لهم إن الشعب الكوردي في روج آفاي كوردستان لم يعد يحتمل المزيد من الدمار بسبب وجودكم هنا، لذا عليكم احترام خصوصية شعبنا. وبنفس الوقت أن يبادروا في إبداء استعدادهم لإعادة المفاوضات بين PYNK والمجلس الوطني الكوردي وإنجاز الاتفاق الكوردي - الكوردي في أقرب وقت ممكن وتشكيل إدارة تشاركية بين جميع مكونات المنطقة".

وشدّد أن المجلس يفضح انتهاكات مسلحي PYD والفصائل المسلحة بكوردستان سوريا، "لم يتوانَ المجلس يوماً من الأيام في إدانة وفضح الانتهاكات التي تحصل بحق شعبنا من قبل مسلحي ب ي د بكافة مسمياتهم. وجودنا ضمن الائتلاف لا يعني بأننا نغمض أعيننا عن الانتهاكات التي تقوم بها بعض الفصائل بحق شعبنا". مضيفاً، "بالنسبة لنا كمجلس وطني كوردي، نحن نعتقد بأنه لا يمكن حل القضية الكوردية في سوريا بمعزل عن الشعب السوري، لذلك انخرط شعبنا وحركته السياسية في صفوف الثورة السورية منذ بداياتها، وحضرنا أغلب مؤتمرات المعارضة السورية، وتوجّت هذه اللقاءات بانضمام المجلس الوطني الكوردي إلى الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية، بموجب وثيقة سياسية واضحة المعالم".

وبيّن أن قصف تركيا لمنشآت البنية التحتية للمناطق الكوردية في كوردستان سوريا الذي أدى إلى انقطاع الكهرباء والماء في المنطقة برمتها وقصف النظام وروسيا للقرى والبلدات في مناطق إدلب والعملية التي نفذها حماس على المستوطنات الإسرائيلية في محيط غزة، انعكس سلباً على حياة المدنيين في تلك المناطق.

فيما يخص الأداء الإعلامي للمجلس قال، إن هناك ضعف في الأداء الإعلامي للمجلس، سنعمل في المرحلة المقبلة على رفع السوية الإعلامية للمجلس عبر إقامة ورشات ودورات تخصصية لكوادرنا الإعلامية والاستفادة من التقنيات الحديثة في هذا المجال.

وأشار إلى أنه لا يلوح في الأفق أي بوادر إيجابية لحل الأزمة السورية، وأن جميع الأطراف الدولية الضالعة في الأزمة السورية يقومون بتصفية حساباتهم وصراعاتهم على حساب مصالح السوريين، وإدارة الأزمة دون الانخراط الجدي في حلها.