سبعةُ أعوامٍ على مجزرة ليلة الغدر بكوباني ولا تزال الحقيقة مُغيبةً دون الكشف عن المتواطئين ومحاسبتهم

سبعةُ أعوامٍ على مجزرة ليلة الغدر بكوباني ولا تزال الحقيقة مُغيبةً دون الكشف عن المتواطئين ومحاسبتهم

يصادف اليوم الـ 25 من حزيران 2022، مرور سبعة أعوام على مجزرة كوباني (ليلة الغدر)،الذكرى المروعة في تاريخ الشعب الكوردي في كوردستان سوريا وسوريا عامة، المجزرة التي راح ضحيتها المئات من المدنيين الكورد من أطفال ونساء وشيوخ على أيادي إرهابيي داعش ومتواطئين من قيادات PKK في كوباني، ومايزال الغموض يكتنف المجزرة وكيفية دخول إرهابيي داعش وتنفيذهم للجريمة بحق الأبرياء.

تفاصيل المجزرة
بدأ إرهابيو داعش في ساعات الفجر الأولى، من يوم الـ 25 من شهر حزيران عام 2015، بالتسلل، حيث كان عددهم حوالي 100 إرهابي، قادمين من بلدة صرين الواقعة جنوب كوباني، و استطاعوا الدخول بالرغم من تواجد حواجز أمنية متعددة تابعة لإدارة PYD .

بدأت العملية الارهابية بداية، بمجزرة قرية برخ بوتان في جنوب كوباني، إذ هاجمها الإرهابيون، وغدروا بـ 23 مدنيا بينهم أطفال ونساء وشيوخ كانوا نائمين,استشهدوا إثر ذلك واستمرا قرية بقرية من برخ بوتان حتى سوسان وترمك بيجان وبقية القرى حتى المدينة .

بعدها، توجه الإرهابيون إلى مركز مدينة كوباني ، وتمكنوا من اجتياز حواجز آسايش PYD ودخول عمق المدينة وارتكبوا مجزرة هناك أيضا بالقرب من سوق الخضرة والمناطق المحيطة بفرن كوباني وطريق حلب وجنوب كوباني وطريق شيران شرقي المدينة وشمالها بالقرب من الجمارك وبالقرب من مشفى مشتى نور وحي حاج بركو وغيرها .

وجاءت الهجمات في وقت كان فيه النازحون من كوباني يعودون إلى مدينتهم المنكوبة.

خيانةُ أم تنسيقٌ مسبق من قبل بعض القياديين البارزين في PKK والمعروفين آنذاك في إدارة كوباني؟

كشف شهود عيان من ضحايا مجزرة كوباني المروعة، أن قياديين من كوادر تنظيم PKK المسيطر على كوباني بقوة السلاح واتفاقياته مع النظام السوري بعد عام 2011، عرف منهم المعروف بـ"هفال شيار" و"هفال حمزة" ، سبقوا وصول هؤلاء الهمج وكان لهم اليد الطولى في خداع الشعب وفتح أبوابهم أمام إرهابيي داعش الذين لم يترددوا في قتل ونحر المدنيين من نساء وأطفال, حيث كانت الأبواب تطرق وحينما سماع الأهالي بأصوات وأسماء القياديين العسكريين المعروفين ضمن PKK في كوباني وبزيهم العسكري المعروف، كانت تفتح أمامهم ليلقى أصحابها الغدر والخيانة على يد من كان يفترض أنهم حماة الشعب، حتى امتلأت الشوارع والأحياء بالجثث.

فكم شهيداً راح ضحية المجزرة؟

تضاربت الأنباء عن عدد الضحايا، و قدرت حينها باستشهاد وجرح ما لايقل عن 600 مدني، في مركز مدينة كوباني والقرى التابعة لها.

وبحسب بحث خاص عن المجزرة ، استشهد أكثر من 400 مدني من أطفال ونساء وشباب ورجال

بينهم : 211 شاب ورجل - 98 امرأة - 74 طفل

113 تيتموا وفقدوا آبائهم أو أمهاتهم أو كلا الوالدين معاً

الشهداء الذين تم نحرهم وقتلهم وقنصهم كانو لأكثر من 53 عائلة

أكثر من 300 مصاب وجريح أثناء ارتكاب المجزرة

ويشير البحث أن العدد أكبر من ذلك ,لان الكثير من الضحايا تم دفنهم قبل البدء بالتوثيق وآخرون من الجرحى نقلو إلى مستشفيات في تركيا ولم يتسنى توثيق أسمائهم.

مطالبٌ بفتح تحقيق جدي وشفاف حول المجزرة وكشف خفاياها ومحاسبة الجناة

بالرغم من مرور سبعة أعوام على ارتكاب إرهابيي داعش للمجزرة، لم تقم إدارة PYD بفتح أي تحقيق بخصوص كيفية تمكن إرهابيي داعش من الدخول إلى المنطقة، حيث يطالب أهالي منطقة كوباني بفتح تحقيق عادل وشفاف، لتقديم الجناة والمتواطئين إلى المحاكم الدولية لنيل جزائهم العادل، وفق القوانين الدولية وتعويض عوائل الشهداء و الجرحى.

أسئلة كثيرة من قبل الشعب الكوردي وخاصة ذوي الضحايا بحاجة إلى أجوبة شفافة

إلى أين فرّ كادرا PKK "هفال شيار وهفال حمزة" ومن معهم بعد تنفيذ المجزرة، ولماذا اختفوا؟

لماذ تأخرت المؤازرة التي طلبها مسلحي PYD من رفاقهم 4 ساعات بالرغم من أن أبعد نقطة عسكرية هي عين عيسى التي تبعد فقط 50 كيلو متراً كمسافة طريق أو ما يعادل ساعة من الزمن؟

لماذا لا يعترف PYD بالخيانة التي جرت في غدر أهالي كوباني ويصارح الرأي العام الكوردي؟

أسألةٌ لم ولن تلقى الجواب، لأن الحقيقة المخفية مصيبتها أكبر من المجزرة ذاتها كما يقولُ مراقبون.