الخارجية الامريكية : وجود PKK والحشد الشعبي في شنگال وسهل نينوى خطر على المواطنين ويعرقل عودة النازحين
كشفت الولايات المتحدة، الخميس 2 حزيران 2022، عن تقريرها السنوي الخاص بـ الحريات الدينية، حول العالم في الفترة بين الأول من يناير وحتى 31 ديسمبر من عام 2021.
وفي مؤتمر صحفي، الخميس، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن "الحرية الدينية هي الحرية الأولى المنصوص عليها في ميثاق الحقوق في دستورنا".
وشدد الوزير الأميركي على أن الحرية الدينية "اعترفت بها الدول في جميع أنحاء العالم حقا من حقوق الإنسان، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
ويستدل التقرير بالعديد من المواقع التي تحسنت فيها الحريات الدينية، مثل تايوان، التي سهلت الإبلاغ عن أصحاب العمل الذين يرفضون توفير يوم راحة للعمال لحضور الخدمات الدينية.
قال بلينكن: "في النهاية، يتعلق هذا التقرير بنشر هذا النوع من التقدم في أجزاء أكثر من العالم".
ويستند التقرير إلى مسودات أولية توفرها سفارات الولايات المتحدة بناءً على معلومات من المسؤولين الحكوميين والجماعات الدينية والمنظمات غير الحكومية والصحفيين ومراقبي حقوق الإنسان والأكاديميين ووسائل الإعلام وغيرها.
ويتعاون مكتب الحرية الدينية الدولية التابع لوزارة الخارجية الأميركية، ومقره في واشنطن، في جمع وتحليل معلومات إضافية، بالاعتماد على مشاوراته مع المسؤولين الحكوميين الأجانب والجماعات الدينية المحلية والأجنبية والمنظمات غير الحكومية المحلية والأجنبية والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى والصحفيين والخبراء الأكاديميين وقادة المجتمع والمؤسسات الحكومية الأميركية الأخرى ذات الصلة، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية الأميركية عبر موقعها.
وتكمن مهمة مكتب الحرية الدينية الدولية في "تعزيز الاحترام العالمي لحرية الدين أو المعتقد للجميع كهدف أساسي للسياسة الخارجية للولايات المتحدة،" وفقا للوزارة، التي توضح "نحن نراقب الإساءات والمضايقات والتمييز ذات الدوافع الدينية في جميع أنحاء العالم ونوصي ونطور وننفذ سياسات وبرامج لمعالجة هذه المخاوف".
ويشمل التقرير معظم دول العالم بما فيها العراق وإقليم كوردستان, حيث جاء في التقرير, بأن الدستور العراقي ينص على حرية المعتقد والممارسة الدينية لجميع الأفراد، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين، لكنه لا يذكر صراحة أتباع الديانات الأخرى أو الملحدين، على حد تعبير التقرير.
وظلت القيود على حرية الدين واسعة الانتشار خارج إقليم كوردستان، وارتكبت قوات الأمن العراقية أعمال عنف ومضايقة لأفراد الأقليات، وفقًا لما نقله تقرير الخارجية الأميركية عن زعماء دينيين وممثلين عن منظمات غير حكومية.
وفي 3 مارس، أصدر البرلمان قانونا يمنح حقوقا خاصة، بما في ذلك التعويض عن الأضرار، للأيزيديين وغيرهم من الأقليات الدينية الناجين من انتهاكات "داعش"، ونص على إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع. كما سجلت المحافظات ذات الغالبية السنية، مثل الأنبار وصلاح الدين وكركوك ونينوى، عددًا أقل من الحوادث الأمنية مقارنة بعامي 2019 و 2020.
إلا أن الإيزيديين والمسيحيين والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية أفادوا معدّي التقرير عن استمرار المضايقات اللفظية والإساءات الجسدية من قبل أعضاء الحشد الشعبي.
وحذر البرلمان العراقي علناً، في مايو، من أن قوات الحشد الشعبي، الموالية لإيران، استمرت في تنفيذ عمليات التهجير القسري للسنة والمسيحيين بقصد إحداث تغييرات ديموغرافية في محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى، وفقا لما ذكره التقرير.
ووفقًا لمكتب "تنسيق الإنقاذ الأيزيدي" التابع لحكومة إقليم كوردستان، ظل 2763 إيزيديا في عداد المفقودين بعد هجوم داعش على شمال البلاد في عام 2014، مقارنة بـ 2874 مفقودًا في عام 2020.
ونقل التقرير عن بعض قادة الأقليات الدينية والعرقية، ومعظمهم من المسيحيين، وبدرجة أقل من الصابئة المندائيين والشبك والكورد الفيليين، أنهم أعربوا عن استيائهم من نتائج الانتخابات البرلمانية في 10 أكتوبر، قائلين إن الأحزاب السياسية القوية شجعت الناخبين من غير الأقليات على دعم حصول المرشحين للحصول على مقاعد الكوتا المخصصة للأقليات، وبالتالي التفوق على المرشحين "الشرعيين".
وأكد ممثلو الأقليات الدينية، بما في ذلك المسيحيون والأيزيديون، أنه، على الرغم من مضايقات السلطات المحلية لهم لفظيا في بعض الأحيان، فإن الحكومة المركزية بشكل عام لم تتدخل في الشعائر الدينية لأفراد الأقليات.
وفي الخامس وحتى الثامن من مارس، استضاف القادة الوطنيون وحكومة إقليم كردستان أول زيارة بابوية للبلاد، التقى خلالها البابا فرنسيس بالسيد علي السيستاني وأجرى احتفالات مسيحية ومتعددة الأديان في بغداد والموصل وفي إقليم كوردستان، وصرح مسؤولون حكوميون وزعماء دينيون مسيحيون وغيرهم من الأقليات لمعدي تقرير الخارجية الأميركية بأن الزيارة ساعدت في إبراز أهمية القضايا المسيحية في البلاد وأهمية تنوعها الديني.
وذكرت الأقليات الدينية، بما في ذلك المسيحيون والأيزيديون، أن تواجد (PKK)، وهو منظمة إرهابية وفق تصنيف الولايات المتحدة، والغارات الجوية التركية التي تستهدف أفراده، بالإضافة إلى تواجد مليشيات الحشد الشعبي في سنجار وسهل نينوى، تؤدي إلى استمرار تعريض السكان للخطر وإعاقة عودة النازحين داخليًا.
وأفاد المجتمع الأيزيدي في سنجار في يناير ومايو، أن PKK اختطف مئات الأطفال الأيزيديين للتجنيد" وأنه أخضعهم لـ "غسيل دماغ" أيديولوجي في السنوات التي تلت هزيمة داعش في سنجار في عام 2015. ولم يتضح عدد عمليات الاختطاف التي وقعت خلال تلك عام 2021، وفقا للتقرير.
وذكر التقرير أن السلطات العراقية عثرت خلال العام على ثلاث مقابر جماعية إضافية في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار تضم ضحايا تنظيمي القاعدة وداعش، بالإضافة إلى مقبرة من عهد النظام البعثي، لتضاف إلى أكثر من 210 مقبرة جماعية اكتشفت منذ 2003، وفقًا لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها داعش (المعروفة باسم UNITAD)، ومن المحتمل أن يستغرق العمل مع الفرق الدولية لاستخراج الرفات والتعرف عليها سنوات عدة.
ووفقا لوسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان، استمر العنف المجتمعي الذي ترتكبه الجماعات الطائفية المسلحة، ولا سيما الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، خلال عام 2021، وفقا للتقرير.
وعلى الرغم من عدم وجود حالات عنف موثقة تتعلق على وجه التحديد بالانتماء الديني في إقليم كوردستان العراق، نقل التقرير إفادات عن مسيحيين في الجنوب وفي البلدات التي يسيطر عليها الحشد الشعبي في سهل نينوى، وكذلك الصابئة المندائيين في محافظات البصرة وذي قار وميسان، أنهم استمروا في تجنب الاحتفال بأعيادهم الدينية عندما تزامنت هذه الاحتفالات مع فترات الحداد عند الشيعة، مثل عاشوراء.