نص كلمة الكوردستاني - سوريا في ذكرى رحيل البارزاني الخالد

نص كلمة الكوردستاني - سوريا في ذكرى رحيل البارزاني الخالد

أحيا المجلس الوطني الكوردي و الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا الذكرى الثالثة و الأربعون اليوم، الثلاثاء 1 آذار/مارس 2022، في عموم كوردستان سوريا و إقليم كوردستان، فيما يلي نص كلمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا.

نص الكلمة

أيها الحضور الكريم:
باسم حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني– سوريا نحييكم جميعاً، ونرحّب بكم أجمل ترحيب في هذا الحفل التأبيني بمناسبة مرور 43 عاماً على رحيل الأب الروحي للأمة الكردية، في الأول من آذار 1979 ..

أيتها الأخوات أيها الإخوة:
تعلمون جيداً أن سيرة البارزاني الخالد ( البارزاني مصطفى) هي الجانب المشرق من تاريخ نضال شعبنا، بل أن سيرته الذاتية هي نضال شعبنا بحدّ ذاته في العصر الحديث بمختلف جوانبه.
فهو سليل عائلة كافحت، وناضلت أباً عن جد، من أجل قضية الشعب الكردي وحقوق القومية المشروعة وكافّة القيم الإنسانية النبيلة .

عاصر البارزاني الخالد العديد من الثورات والانتفاضات الكردية، وشاركها من المواقع القيادية وصولاً إلى قيادة ثورتي أيلول 1961 وگـولان 1976 وانتزاعه البيان التاريخي «بيان 11 آذار 1970» الاعتراف بالحكم الذاتي لكوردستان العراق - رغم المكائد والدسائس – في تاريخ الحركة الكردية عامة وفي كوردستان العراق خاصة .. حيث ظلّ كصخرة قوية تحطّمت عليها كافة الهجمات والمؤامرات في الداخل والخارج .

تميّز البارزاني الخالد في نضاله وكفاحه بالصدق والإخلاص والتفاني والشّجاعة المتّسمة بالحكمة والعقلانية، وفي تعاطيه مع المحيطَيْن السياسي والاجتماعي وفي علاقاته العامة كان يجمع بين مرونة الحوار ومبدئية الموقف، حتى في التفاوض كان يميل إلى التوافق السلمي دون التنازل عن الجوانب والقضايا الأساسية، تجلّى ذلك في تفاوُضه مع الحكومات العراقية وخصوصاً بشأن كركوك وقد سماها «قلب كوردستان» ولم يكن يتجاوز العهود والمواثيق الدولية حتى في تعاطيه مع الخصوم، ومع أسرى الحروب والمعارك.

لقد عانى البارزاني الخالد الكثير من المصاعب والمتاعب في حياته السياسية وحتى الشخصية حيث آثر تحمُّلها صبراً على حياة البذخ والرفاهية من أجل شعبه وقضيته العادلة، واكتسب من خلالها ثقة الجماهير والتفافها حوله، كما حاز على احترام الأعداء والأصدقاء معاً، وقال فيه مدحاً وثناءً العديد من الشخصيات السياسية والقادة الكبار من العرب والأوربيين والأمريكان، ومدحه الشعراء والأدباء، وغنّى باسمه وسجاياه وخصاله المغنون.

وهكذا، فقد جمع بين مختلف الجوانب الأساسية في النضال والكفاح وتجاربه المريرة والاستفادة من تجارب شعبه، وتجارب الشعوب الأخرى في الكفاح والنضال، وبين الحياة الاجتماعية بما تحمل من قيم العلم والمعرفة، مضيفاً إليها مسحاً من المشاعر والأحاسيس الصادقة، لتغدو بالتالي في مجملها نهجاً قويماً عرف بنهج الكوردايتي بعيداً عن التعصب الاستعلاء القومي بكلّ أشكاله وألوانه السياسية والاجتماعية وحتى العسكرية، فأصبح هذا النهج المبارك هو الأساس والمنطلق للبناء عليه والعمل وفق أسسه ومعانيه، وليحمل في ذاته معاني تطوُّره وتقدُّمه بما يتوافق مع المراحل المتعاقبة.
ووفق هذا النهج، فقد استطاع الرئيس المناضل مسعود بارزاني مواصلة العمل والكفاح عبر تأسيس وقيادة المشروع القومي الكوردستاني نحو توحيد الصف من خلال الترتيب اللازم للبيت الكردي والكوردستاني، فكان النظام الاتحادي للعراق وكوردستان إقليماً فيدرالياً، وصولاً إلى الاستفتاء التاريخي في 25 أيلول 2017 رغم العراقيل والاعتراضات من مختلف الأطراف الدولية والإقليمية وخصوصاً الدول التي تقتسم لكوردستان، فكان ذلك بداية تحوُّل آخر أضيف إلى التطوُّرات المتواصلة في الشأن الكردي والكوردستاني .

أيها الحضور الكريم:
ومن هنا، فقد آثر حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، ومجلسنا الوطني الكردي في سوريا اعتماد هذا النهج المتميز نهج الكوردايتي « نهج البارزاني الخالد» في النضال والتضحية والإخلاص وأن يكون جزءاً من المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده بجدارة الرئيس المناضل مسعود بارزاني بهمّة واقتدار، ونقدّر عالياً دعمه ومساندته لأبناء شعبا الكردي في سوريا سياسياً ودبلوماسياً.

ولنا في كل مرة أن نجدّد عهد الولاء والوفاء لهذا النهج المبارك، ونتّخذه نبراساً لنا وسبيلاً نحو تحقيق أماني وتطلُّعات شعبنا الكردي في الحرية والكرامة، لأننا على يقين تام أن المستقبل لهذا النهج وهذا المشروع القومي رغم الدسائس والمكائد المتواصلة سواءً من الأعداء التقليديين أو الخصوم والمناوئين، وأن كل ذلك لن يزعزع ثقتنا بل يزيد شعبنا والمؤمنين بهذا النهج المزيد من الإصرار على مواصلة العمل والنضال بثقة عالية وعزيمة أقوى نحو ضمان تحقيق أهداف شعبنا العادلة.

تحية إلى شهداء شعبنا وشهداء الحرية في كل مكان
تحية إلى البيشمركة البواسل.. قاهري الإرهاب والاستبداد
تحية عطرة إلى روح البارزاني الخالد في ذكرى رحيله 43

وشكراً لإصغائكم


اللجنة المركزية
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا


قامشلو 1 / 3 / 2022