NBC تستعرض 5 سيناريوهات لـ"هجوم روسي على أوكرانيا"

NBC  تستعرض 5 سيناريوهات لـ


وسط مزاعم غربية متصاعدة بشأن تخطيط روسيا لـ"غزو أوكرانيا"، يتحدث خبراء ومحللون أمريكيون عن عدة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث "إذا قررت موسكو شن هجوم".

ووردت جملة من هذه السيناريوهات في تقرير نشرته قناة NBC الأمريكية وجمعت فيه تقييمات خبراء عسكريين بارزين، مشيرة إلى أن لدى روسيا بحكم قدراتها العسكرية الضخمة، مجموعة متنوعة من الخيارات تشمل تطويق الجيش الأوكراني، ومحاصرة الموانئ الرئيسية في البلاد وفرض الجيش الروسي سيطرته الكاملة على منطقة دونباس.

وقالت القناة في تقريرها إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر أكثر من 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا وبهذه الطريقة هو يضع الغرب أمام ثلاثة خيارات: غزو واسع مع سيطرة كاملة على منطقة دونباس أو عملية محدودة أو عدم تحريك القوات وممارسة الضغط على كييف والغرب".

وحسب التقرير، فإنه نظرا لامتلاك روسيا قوة جوية وبحرية هائلة، من المرجح أن يتضمن أي هجوم قصفا جويا وضربات صاروخية وهجمات إلكترونية ما يمكن أن يدمر البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا ويعطل الاتصالات ويقيد تحرك القوات البرية الأوكرانية.

وقال فيليب بريدلوف، الجنرال الأمريكي المتقاعد من فئة الأربع نجوم الذي كان القائد الأعلى لحلف الناتو من 2013 إلى 2016، إن "هناك قوة كبيرة بشكل لا يصدق على الحدود"، ورغم أن القوات البرية الأوكرانية أصبحت "أفضل وأقوى بكثير منذ العام 2014"، السيطرة في الجو والبحر ستكون للروس".

ويعتقد الخبراء أن الخيارات المتاحة لروسيا في حال إقدامها على شن هجوم على أوكرانيا، تشمل ما يلي:

تطويق الجيش الأوكراني

يشير الخبراء إلى أن معظم القوات العسكرية الأوكرانية متمركزة على طول خط التماس في منطقة دونباس، حيث تواجه الجيش الشعبي التابع لدونباس والمدعوم من موسكو.

وإذا حرك الكرملين بسرعة وحدات مدرعة إلى منطقة غرب خط التماس، فقد ينجح في عزل معظم القوات البرية الأوكرانية دون الحاجة إلى احتلال المدن الكبرى، وبهجوم سريع سيتمكن الجيش الروسي من القضاء على الجيش الأوكراني وأسر الجنود والسيطرة على الأسلحة والمعدات الخاصة بالقوات المسلحة الأوكرانية، وذلك سيكون بمثابة ضربة كبيرة للإمكانات العسكرية الأوكرانية.

حصار المواني الأوكرانية

اعتبر المحللون الأمريكيون أن موسكو تعمل على حشد قواتها البحرية قبالة السواحل الأوكرانية، حيث يهيمن الأسطول الروسي على بحر آزوف ويتفوق على أسطول أوكرانيا البحري بشكل كبير. كما تعمل موسكو "بشكل متزايد على تقييد حركة السفن في المنطقة" المتجهة إلى الساحل الأوكراني.

وأشار الخبراء إلى أن أحد السيناريوهات المطروحة هو إغلاق مدينتي بيرديانسك وماريوبول البحريتين في الجنوب الشرقي، وبالتالي ستقوم روسيا بإغلاق قناة شحن مهمة. أما في البحر الأسود، ستكون السفن الحربية الروسية قادرة على إغلاق مواني أوديسا ونيكولاييف وخيرسون والتي تعد طرقا حيوية للأسواق العالمية، ما سيشكل ضغطا كبيرا على الاقتصاد الأوكراني الذي يعاني أصلا من مشاكل وأزمات كبيرة، وبالتالي ستتمكن روسيا من محاصرة المواني الأوكرانية كافة وتفرض قوتها العسكرية على الشواطئ دون أي مقاومة تذكر.

الاستيلاء على القناة المائية الجنوبية وإنشاء ممر بري

كما توارد إلى أذهان المحللين والخبراء سيناريو محتمل آخر يتمثل في قيام روسيا بشن عمليات عسكرية جنوبا انطلاقا من شبه جزيرة القرم، وذلك عبر إرسال قوات لتأمين قناة أغلقتها كييف عام 2014، ما فاقم مشكلة نقص المياه في شبه الجزيرة.

كما يمكن أن تحاول موسكو أيضا إقامة جسر بري بين القرم ومناطق أوكرانيا المجاورة، مع احتمال ربط تلك المناطق بالأراضي التي تسيطر عليها قوات الدفاع عن دونباس الموالية لروسيا.

توسيع منطقة دونباس والسيطرة عليها

قد تدخل القوات الروسية المناطق التي يسيطر عليها "الانفصاليون" في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك المعلنتين من جانب واحد، "في استعراض للقوة رمزي في الغالب"، ما سيسمح لروسيا بإبقاء التوترات عالية مع كييف دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة، حسب خبراء.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لروسيا أن تسعى إلى توسيع المنطقة التي يسيطر عليها "الانفصاليون"، ربما عن طريق الاستيلاء على نقاط الاتصال أو محطات الطاقة التي من شأنها أن تجعل جمهوريتي دونباس "أكثر قابلية للحياة".

الاستيلاء على النصف الشرقي من أوكرانيا

في أسوأ السيناريوهات، حسب التقرير، ستطلق روسيا حملة جوية وبرية عبر أوكرانيا للاستيلاء على منطقة دونباس بأكملها في الضفة الشرقية لنهر دنيبر.

ويرى الكثير من الخبراء إن سيناريو "الغزو والاحتلال الكبير" أقل احتمالا، وليس من الواضح إن كانت لدى روسيا قوات كافية للاحتفاظ بهذا القدر الكبير من الأراضي.

وحسب بعض المراقبين، فإنه إذا اختارت روسيا عملية أوسع، فيمكنها أن تقرر تجنب احتلال طويل الأمد للمدن وتنسحب ببساطة بعد توجيه ضربة مدمرة للجيش الأوكراني.

وحسب الخبراء الأمريكيين، فإن روسيا "قد تستولي على جزء كبير من شرق أوكرانيا وتطالب بترتيب سياسي جديد من كييف أو ببساطة ضم المنطقة".

وأكدت روسيا مرارا أنها لا تنوي شن أي تحرك عسكري موجه ضد أوكرانيا، مشددة على أن كل الادعاءات التي تتحدث عن ذلك لا أساس لها من الصحة، وحملت الناتو المسؤولية عن التوتر في المنطقة، خاصة في ظل أنشطة الحلف للتوسع شرقا نحو حدود روسيا.

وحذرت الخارجية الروسية في وقت سابق من أن "التصرفات غير المسؤولة" للغرب في إطار ملف أوكرانيا تثير مخاطر عسكرية كبيرة، قد تصل إلى نشوب نزاع واسع النطاق في أوروبا.

المصدر: NBC