إسرائيل تكثف استعداداتها لضرب ايران في حال انهيار محادثات فيينا

إسرائيل تكثف استعداداتها لضرب ايران في حال انهيار محادثات فيينا

قالت وسائل اعلام اسرائيلية ان الدولة العبرية التي تبدو متشائمة حيال مسار جولة المفاوضات الجارية في فيينا حول ملف ايران النووي ، ضاعفت استعداداتها لتوجيه ضربة عسكرية للجمهورية الاسلامية في حال انهيار هذه الجولة.

وبحسب صحيفة "يديعوت احرونوت"، فإن اسرائيل تبدو متشائمة حيال النتائج التي قد تفضي اليها الجولة السابعة من المفاوضات النووية مع إيران، والتي انطلقت الإثنين بعد تعليقها منذ يونيو الماضي.

واضافت الصحيفة ان "الأمور بالنسبة لإسرائيل تتجه أكثر لإمكانية ضرب إيران"، ونقلت عن مسؤولين عسكريين قولهم إن تل ابيب "تعلمت الدرس، وحتى لو نجحت الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق جيد فلن يتباطأوا استعدادا لهجوم عسكري".

وقالت ان الجيش الإسرائيلي بدأ في ضوء هذا التوقع في مضاعفة "استعداداته لإمكانية تنفيذ ضربة ضد إيران، ويأتي هذا بشكل أساسي من خلال تدريبات لسلاح الجو الإسرائيلي ومن خلال جمع المعلومات".

وأشارت صحيفة يديعوت احرونوت الى أن الحكومة الاسرائيلية "صادقت بمبادرة وزير الدفاع بيني غانتس على شراء 12 مروحية عسكرية من طراز "سوبر يسعور" CH-53K وعلى شراء مخزون إضافي (لنظام الدفاع الصاروخي) الحديدية، هذا بالإضافة إلى المخزون الذي صادقت عليه الولايات المتحة قبل أشهر وبلغ مليار دولار".

وتابعت أن اتصالات جديدة جرت "لشراء قنابل وأسلحة دقيقة سرية لسلاح الجو الإسرائيلي بكميات كبيرة".

وقالت الصحيفة انه "بموجب الملف الرسمي الذي صنف سري للغاية تحت عنوان "الدائرة الثالثة"، فإن التكلفة الإجمالية لكل هذه المقتنيات بلغت خمسة مليارات شواقل (أكثر من مليار دولار)".

وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي لديه حيرة بكيفية تمرير فكرة الهجوم للجمهور خصوصا مع حجم الأضرار الكبيرة المتوقعة، كما أن هناك مسؤولين عسكريين ينظرون إلى سيناريو دخول حزب الله اللبناني إلى المعركة بعد الهجوم المتوقع، لكنهم لا يعرفون حجم قوة هجومهم".

وبينت ان "هذا الأمر هو الذي دفع الجيش لشراء المزيد من الصواريخ الاعتراضية للقبة الحديدية".

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قبل أيام، أن تل أبيب لن تعارض المحادثات الجارية في فيينا حول مشروع إيران النووي، لكنها تعتقد أنه "لا مكان لسياسة المماطلة" في هذا الشأن.

إيران: محاولات إسرائيلية لتخريب المفاوضات
وفي سياق متص، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، من محاولات إسرائيلية لتخريب مسار المفاوضات النووية في فيينا.

وقال زاده في تغريدة عبر "تويتر": "النظام الإسرائيلي الذي يعتمد وجوده على خلق التوتر، عاد مرة أخرى، ليقدم الأكاذيب بهدف تسميم محادثات فيينا"، مضيفا: "جميع الأطراف في غرفة المفاوضات الآن يواجهون اختبارا لاستقلاليتهم وإرادتهم السياسية لأداء المهمة - بغض النظر عن الأخبار المزيفة المصممة لتدمير احتمالات النجاح".

وبالتزامن، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء، أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تبلغ 20 في المئة، باستخدام أجهزة طرد مركزية تقع في منشأة "فوردو" النووية.

ومن المتوقع أن تساهم الخطوة الأخيرة في رفع درجة التوتر بالمحادثات التي تجريها قوى العالم مع طهران في سبيل دفعها للامتثال بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، المعروف أيضا باسم "خطة العمل المشتركة".

وأعلنت إيران أنّ مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي "تركز على رفع العقوبات"، مؤكدة أنها "لن تقبل بأقل من ذلك وأكثر مما ورد في الاتفاق النووي حول التعهدات النووية".

ووفقا للتقارير، أصرّ الجانب الإيراني خلال المحادثات على أهمية بدء لجنة العقوبات عملها في المفاوضات قبل اللجان الأخرى.

"اتفاق جيد" في المتناول
وأكدت إيران الاربعاء، أن "اتفاقا جيدا" يمكن التوصل إليه في محادثات فيينا مشيرة إلى أن هذا الأمر مرتبط بإظهار الغرب "حسن نواياه".

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" إن "محادثات فيينا تعتبر أولوية جدية لرفع العقوبات" عن طهران.

وأضاف أن "المفاوضات الجادة بين الخبراء مستمرة، ونحن على اتصال يومي بكبير مفاوضي بلادنا علي باقري كني".

وتابع: "هناك اتفاق جيد في متناول اليد إذا أظهر الغرب حسن النية".

وأشار إلى أن طهران تسعى إلى حوار عقلاني ورصين وموجه نحو النتائج المرجوة.

وقدّرت مصادر في الإدارة الأميركية، اليوم، الأربعاء، أن تنتهي مباحثات فيينا للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران غدًا أو بعد غدٍ، بحسب ما نقلت عنهم صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وانطلقت هذه المفاوضات خلال نيسان/أبريل الماضي، وعقدت 6 جولات منها، لكنها توقفت في 20 حزيران/يونيو الماضي، بطلب من إيران، بحجة عملية انتقال السلطة التنفيذية في البلاد من الرئيس، حسن روحاني، إلى الرئيس المحافظ، إبراهيم رئيسي.