الذكرى الثلاثون لرحيل الفنان محمد شيخو

الذكرى الثلاثون لرحيل الفنان محمد شيخو

ولد الفنان الكردي محمد شيخو عام 1948 في قرية (گرباوي) المعربة بإسم ( أبو راسين ) إحدى قرى كوردستان سوريا , من قبيلة المحلمية الكردية ذو إحساس قومي ووطني. ولقبوه بعدة ألقاب صوت كوردستان و البلبل الحزين, خدم الأغنية الكردية بكل تفان وإخلاص، وله إسهامات واضحة في الأغنية القومية ستذكرها الأجيال الكردية طويلاً.

وهو في العشرين من عمره، كانت أولى تجاربه الغنائية في الأعراس والمناسبات التي تقام في الحسكة , وفي عام 1970 عاد إلى قريته لكنه لم يمكث فيها كثيراً، حيث قصد بيروت لدراسة الموسيقى، واصبح عضواً في فرقة (سه‌ركه‌فتن - Serkeftin) للفلكلور الكردي إلى جانب سعيد يوسف و محمود عزيز شاكر ، وأحيا في بيروت حفلات عديدة.

في عام 1973 , ترك لبنان باتجاه كوردستان العراق واستقر في مدينة كركوك ومن ثم في بغداد.

وفي فترة مكوثه بكوردستان العراق زار الفنان محمد شيخو القائد مصطفى البارزاني، وقدره كثيراً على خدماته الجليلة للأغنية والموسيقى الكردية وكافأه على ذلك.

وقد غنى أغنيته المشهورة (كێ دونيا هه‌ژاند - Kê Dunya Hejand) (والتي تناول فيها البارزاني ونضاله وتفانيه من أجل القضية الكردية).

ظل محمد شيخو في صفوف البيشمركة حتى عام 1975 ثم ذهب مع الألوف المهاجرة من أبناء شعبه إلى إيران، لكنه أصيب هناك باليأس والإحباط حيث ضايقته المراقبة والمخابرات الإيرانية نتيجة مواقفه من القضية الكردية وتسجيله لعدد من الأغاني،هذا من جانب ومن جانب أخر رأى ان أصدقائه قد تشتتوا بين العودة إلى كوردستان العراق والهجرة إلى الخارج، فاضطر العودة إلى كوردستان سوريا في عام 1981 واستقر تماماً في مدينة قامشلو واستمر في مسيرته الفنية بالإضافة لمساعدته للفنانين الكورد، استطاع تشكيل فرقة فنية للأطفال ليعلمهم الأناشيد الوطنية والأهازيج الفلكلورية.

في 9 آذار 1989 رحل فنان الكرد محمد شيخو إثر مرض مفاجئ بعد يوم من اعتقاله وتعذيبه على يد المخابرات السورية حيث إنهم قد قاموا بخلع أظافره وقطع أحد أصابعه وتسميمه عدة مرات بسبب أغانيه القومية التي كانت تطال الحكومة السورية احياناً , ووري الثرى في مقبرة الهلالية وسط جماهير حاشدة وبمراسم مهيبة تليق بمكانته كفنان أعطى عمره من أجل ذلك.