نجم كوردي واعد.. من قامشلو إلى النجومية في ملاعب ألمانيا

نجم كوردي واعد.. من قامشلو إلى النجومية في ملاعب ألمانيا
اللاعب محمد هيثم حجي

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وبدء موجة اللجوء من كوردستان سوريا وسوريا عامة تجاه دول الجوار وأوربا وخاصة ألمانيا، نتيجة الصراعات والحروب الدائرة والمستمرة لغاية الآن، نزحت معها مواهب وطاقات شبابية واعدة في عدة مجالات منها الثقافية والعلمية والرياضية، وبعد أعوام في دول المهجر برزت أسماء لمواهب شابة في الرياضة الأوربية وخاصة في كرة القدم.

ويعد الشاب الكوردي السوري محمد هيثم حجي، الابن البكر لـ هيثم حجي (لاعب نادي الجهاد سابقاً) وابن مدينة قامشلو بكوردستان سوريا، من مواليد 2004، أحد أبرز تلك النجوم التي سطع نجمها في بلاد الغربة، ليمارس معشوقته وحلمه بعيداً عن القتل والانفجارات التي تحصد المزيد من الأرواح والخسائر في مسقط رأسه وأغلبية مناطق كوردستان سوريا من جهة وبعيداً عن الأهل والأصدقاء والأحبة حيث ولد وترعرع من جهة أخرى.

وانتشرت صور محمد من قبل فئة واسعة من الرياضيين والنشطاء من أبناء كوردستان سوريا منذ فترة ليست ببعيدة في مواقع التواصل الاجتماعي ،عبر فيها الأغلبية عن سعادتهم ببروز هذا النجم الكوردي في الملاعب الألمانية.

وفي السياق، قالت مصادر محلية مطلعة "أن النجم محمد هيثم حجي، بدأ كوالده في لعب كرة القدم منذ الصغر في حي الهلالية بمدينة قامشلو في كوردستان سوريا، وبسبب الأزمة السورية، أجبر محمد مثله مثل الكثيرين من أقرانه للهجرة، واستقر به المطاف في مدينة غلادباخ الألمانية أواخر سنة 2015".

وأضافت المصادر "أن محمد وبعد فترة قصيرة هناك، تابع ممارسة معشوقته إلى أن التقطته أعين الكشافين الألمان، ويعود الفضل في ذلك بالإضافة لما يمتلكه محمد من موهبة إلى جهد ابن مدينة قامشلو كذلك الكابتن جوان قادرو المغترب منذ ربع قرن في ألمانيا، بحسب ما ذكره محمد للمصدرفي وقت سابق".

وبدأ محمد أول مشوار احترافي له بداية هذا العام 2019 مع نادي"بروسيا مونشنغلادباخ" للفئة العمرية دون 16 عام، كلاعب خط وسط مهاجم.

وكانت أولى مبارياته ضد نادي فورتونا دوسلدورف، والتي انتهت "بفوز غلادباخ بثلاثية نظيفة كان لمحمد منها تأسيس هدف والتسبب بركلة جزاء التي جاء منها هدف غلاباخ الثاني"، حسبما ذكرت المصادر.

وقال رياضيون من مدينة قامشلو عن محمد، أنه "يمتاز محمد كأبيه بدقة التسديدات من الكرات الثابتة بالإضافة إلى موهبة صنع اللعب والأهداف".

وفي السياق كان قد نشر أحد الرياضيين المقربين من حجي في الـ8 من شهر تموز/يوليو 2019 "بعد ٣ سنوات من العمل الشاق والتدريبات واللعب مع أندية ألمانية على مستوى مدينة منشنكلادبخ وبعد اتصالات مع عدة أندية ألمانيا وهولندية وبفضل الله حصل ابن صديقي اللاعب هيثم حجي (محمد هيثم حجي) على عقد احترافي من بروسيا منشنكلادبخ".

وتنتشر هواية كرة القدم بين الكورد في عموم كوردستان وكوردستان سوريا خاصة، وتأخذ هذه الرياضة حيزاً واهتماماً واسعاً من الجماهير الكوردية، ورغم الظروف السياسية والمعيشية القاسية المفروضة على الشعب الكوردي في سوريا منذ عقود، تصدر لاعبو كرة القدم من الشباب الكورد وخاصة نادي الجهاد الرياضي لمواسم عدة في الدوري الممتاز بسوريا صدارة الدوري، لكن السياسات الممنهجة ضد هذا النادي واللاعبين الكورد كانت دوماً العائق لتتويج أجيال ونجوم لامعة ببطولة الدوري السوري وبالنتيجة عدم السماح للنادي ذو الأغلبية الكوردية بالظهور في المناسبات والبطولات الرياضية الاقليمية والعالمية، لكن الهجرة إلى الغرب فتحت باب النجومية للكثيرين من الشباب الكورد ليظهروا في مكانهم المناسب وينالوا ما يستحقون من نجومية واحترافية في المستطيل الأخضر.

تحرير: علي عمر