مسرور بارزاني في حوار مع فرانس 24 حول التطورات في سوريا والعراق و المنطقة

مسرور بارزاني في حوار مع فرانس 24 حول التطورات في سوريا والعراق و المنطقة

أجرى مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان حواراً مع قناة فرانس 24 الفرنسية، اجاب خلالها عن مجموعة من الأسئلة التي تخص الأوضاع في المنطقة والحرب ضد داعش ومسائل أخرى.

وجاء في نص المقابلة:

فقد تطرق الى الأوضاع في بغداد وقال:

" ان ما رأيناه في بغداد هي نتيجة سوء الحكم منذ خمسة عشر عاماً، والكثير من المحتجين في الشوراع اليوم هم يطالبون بالإصلاحات ومكافحة الفساد والحكم الرشيد، ونحن ندعم هذه المطالب المشروعة ولكن الأجندة السياسية المختلطقة جعلت الأمور معقدة. في الواقع ان رئيس الوزراء السابق السيد عادل عبدالمهدي عمل جاهداً لكنه لم يحض بالدعم اللازم من الكتل السياسية لتحقيق برنامجه، ونحن لانعتقد بأنه كان مسؤولاً عن مشاكل البلاد، اتمنى ان يكون هذا التكليف الجديد، تكليف محمد توفيق علاوي من قبل رئيس الجمهورية، ان يحظى بدعم اكبر من الجماهير ومن الفصائل السياسية ليحقق النجاح".

وحول سؤال بالنسبة للمطالبة بانتخابات مبكرة قال سيادته" نحن ندعم إرادة أغلبية الشعب العراقي، لكن الأمر لايتعلق فقط بالإنتخابات، بل بالمنظومة برمتها، علينا ان نكون واعين لذلك، ينبغي ان تكون هناك حكومة شاملة تمثل الجميع والإنتخابات بالتالي ينبغي لها ان تسعى في هذا المنحى، اتمنى ان يكون هناك حلاً جيداً وشاملاً لصالح هذا الشعب الذي عانى كثيراً".

وحول مايشاع عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق بعد اغتيال كبير المستشارين العسكريين الأيرانيين في بغداد قاسم سليماني، قال" علينا ان لاننسى بأن مجيء القوات الأمريكية وقوات التحالف بطلب ودعوة من الحكومة العراقية، وهم حاربوا في كل العراق تنظيم الدولة الإسلامية الى جانب الپێشمه‌رگة، حضورهم ضروري وهناك حاجة الى ذلك لأن داعش مازال يمثل تهديداً كبيراً لم يتم القضاء عليه، يمكن ان يتجمع من جديد ويقوم بالهجمات كما يقوم حالياً في عدة اماكن. نحن نعتقد بأن هذا القرار الذي تم غير ملزم من البرلمان، وكان قراراً متسرعاً من البرلمان العراقي، نتمنى ان تكون هناك طريقة لإيجاد آلية من شأنها تسمح للحكومة العراقية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من اجل الإبقاء على هذه القوات كون حضورها ضروري".

وفيما يخص الإجابة على سؤال بشأن الضربات الصاروخية الإيرانية على قواعد عسكرية في العراق رداً على اغتيال قاسم سليماني ومقترح امريكا بوضع صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ قال" نعم كان هناك حديث عن إقامة منظومة دفاعية هنا، ونحن ننتظر الحديث مع الحكومة العراقية للحصول على ترخيص، ونحن نرحب بمثل هكذا اقتراح ولكن اكرر بأن هذا القرار من شأن بغداد، وبالنسبة لنا نحن لا نعترض على ذلك".

وحول عودة داعش وانبعاثه من جديد، وان هناك نحو 18 ألف عنصر متواجدون على ارض العراق، قال رئيس حكومة إقليم كوردستان" من الصعب إعطائكم رقماً دقيقاً بشأن عدد العناصر، لكن حسب معلوماتنا الرقم متقارب، لكن اؤكد بأن عدد عناصر داعش اليوم هو اكثر من ما كان قبل 2013 قبل القيام بهجماته في سوريا والعراق وإقامة خلافته، وهناك احتمال كبير عودة ظهور داعش، ومن الممكن ان يتجمع بسهولة لأن كل الأسباب التي افضت الى تشكيل هذا التنظيم، مازالت موجودة، فليس هناك استقرار سياسي وليس هناك ازدهار اقتصادي وليس هناك امن قوي، وهذه هي العناصر الأساسية التي ادت الى ظهور الإرهاب، وان ظهور كل هذه العوامل هناك امكانية لداعش ان يعود إن لم يتم إحتواؤه ومواجهته بقوة من قبل قوات التحالف والقوى الإقليمية".

وبشأن دعمهم لإستئناف القوات الدولية عملياتها ضد الإرهاب في العراق قال" ينبغي مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية داعش بقوة من قبل القوات الدولية ولكن هذا الأمر صعب لأن هذا التنظيم لم يعد يسيطر على الأراضي كما كان الحال في الماضي، وبالتالي نحن بحاجة الى مزيد من التعاون الأمني والعسكري من اجل تحديد مواقعهم ووجهاتهم".

وفيما يخص التعاون بين إقليم كوردستان والحكومة الإتحادية وخاصة في المناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم الذي يعاني من فراغ امني قال رئيس وزراء الإقليم" هذه من بين النقاط التي يتم التفاوض من اجلها مع حكومة بغداد، ونحن اقترحنا على بغداد بأنه يجب ان يكون هناك تعاون اكبر بين پێشمه‌رگة كوردستان وبين القوات العراقية لاسيما في المناطق المتنازع عليها كون هناك فراغ أمني هناك بسبب توترات بيننا وبين بغداد بعد عام 2017، إذن هذه المناطق يجب حمايتها ونحن نقترح بأن تقوم قوات الپێشمه‌رگة والقوات العراقية بردم هذه الهوة وان تعود الى العمل بآلية التعاون المشتركة مجدداً من اجل تنفيذ هذه الآلية بالتعاون بين قوات الپێشمه‌رگة والقوات العراقية".

وحول اغتيال قاسم سليماني قال" كان القرار امريكياً وليس لي ان اتحدث باسم الولايات المتحدة الأمريكية".

وبشأن ما إذا تلقى إقليم كوردستان تهديدات من ايران بعد اغتيال سليماني، قال" عملنا جاهدين كي ننآى بأنفسنا عن هذه المواجهة، ايران جارتنا والولايات المتحدة صديقتنا ونحن لانريد المزيد من التصعيد من خلال هذه المواجهة، نحن نعتقد بأن على الجميع ان يلعب دوراً من اجل تخفيف التوتر القائم والعمل على الإستقرار، وهذا ما قمنا به".

وبشأن احتمال حرب شاملة بين الولايات المتحدة وايران قال" اتمنى ان لاتكون هناك حرب لأن ذلك لن يكون في صالح احد ولا سيما الشعب ولسوء الحظ نحن نشعر بالقلق إزاء هذا التصعيد وهذه المواجهة او المزيد من المواجهات. اتمنى من الجميع ان يسعى بصورة سلمية ومفاوضات سلمية لحل المشاكل".

اما بالنسبة للتصريحات التي ادلى بها حسن نصرالله التي خص بها إقليم كوردستان والرئيس مسعود بارزاني قال مسرور بارزاني" اعتقد بأنه بهذا الحديث وبهذا الأسلوب فقد مصداقيته، فشخص مثله وبمنصبه ما كان ينبغي له ان يتحدث بهذه الطريقة، من الواضح ان هذا غير صحيح، وكان ذلك مفاجأة بالنسبة للكثير من العرب وليس فقط بالنسبة للكورد، بالإضافة الى ذلك ان الرئيس مسعود بارزاني هو الذي كان يقود الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الخطوط الأمامية على الجبهات، وكان الشخصية المحورية في كسر اسطورة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

صحيح كانت في البداية هناك صعوبات وايران ساعدتنا، نعم ايران ساعدتنا في إرسال الذخائر، لكن تلك المساعدات تمت المبالغة بشأنها، بعد ذلك كانت هناك مساعدات من الجميع في تلك المرحلة الصعبة، بالإضافة الى ان قوات التحالف ساعدونا في تلك المرحلة، لكن علينا ان نتذكر بأن قوات الپێشمه‌رگة هي التي كانت تحارب في الخطوط الأمامية وكانوا يضحون بأنفسهم من اجل دحر داعش وتنظيم الدولة ليس فقط من اجل كوردستان، بل من أجل العالم".

وحول الوضع في سوريا والتصعيد بين النظام السوري وتركيا قال" نحن نعبر عن قلقنا تجاه ما يجري في سوريا، ونحن لا نعتقد بأن أي تصعيد عسكري من شأنه ان يكون جيداً أو ان يساعد في استقرار المنطقة برمتها.

ان الغزو التركي الأخير في المنطقة عقّد الأمور واعتقد بأن القرار لم يكن مساعداً من اجل التوصل الى سلام دائم في المنطقة ولاسيما ان هناك عناصر من المعارضة السورية منخرطة وهي غير مرحب بها من قبل السكان المحليين، ونحن نشعر بالقلق إزاء هذا التصعيد في المشكلة، ونحن ايضاً قلقون بشأن تدفق اللاجئين بعد المشاكل الأخيرة في سوريا هناك اكثر من 20 ألف مهاجر عبروا الحدود الى إقليم كوردستان من سوريا ونحن اصلاً نستضيف اكثر من 250 ألف لاجيء كوردي في كوردستان العراق، نعم الناس أيضاً يقلقون بشأن التغيير الديموغرافي ونحن قمنا بزيارة الى انقرة والتقينا بأردوغان وآخرين من المسؤولين الأتراك وأكدوا لنا بأن لانية لهم بتغيير ديموغرافي في المنطقة، واعتقد ان التغيير الديموغرافي لايصب في مصلحة اي طرف".

وحول تشكيل حكومة إقليم كوردستان وبرنامجها الإصلاحي قال" في الواقع شعار حكومتنا هو محاربة الفساد وبرنامجنا هو كذلك وقد اعلنا ذلك ومن بين ما نقوم به هو الإصلاح المالي والإداري والحكم الرشيد من اجل مكافحة الفساد وهي الأولوية بالنسبة لنا وقد حققنا نجاحات في إيقاف الفساد ونحن نقوم الآن بدراسة تداعيات الأفعال السابقة ونعتقد بأن نجحنا الى الآن لكن كما تعرفون العملية طويلة لكننا مصممون على مكافحة الفساد وسنقدم المزيد من الشفافية للمواطنين، وعلينا ان نبني الثقة بيننا وبين الشعب بالتأكيد على ان الحكومة هي من اجل خدمتهم، وانا أؤمن بأننا قمنا بالكثير ومازال الكثير امامنا أيضاً في هذا المجال وانا راض من ما توصلنا اليها لحد الآن".