مرور 26 عاما على رحيل المناضل كنعان عكيد... سيرته ونضاله

يستذكر الكورد اليوم 11 أيار 2022, مرور الذكرى السنوية الـ 26 على رحيل المناضل كنعان عكيد، القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا, الذي صمد لسنوات طويلة مع رفاقه السكرتير حاج دهام ميرو ومحمد نذير مصطفى ومحمد أمين شيخ كُلين وخالد مشايخ وعبدالله ملا علي ومحمد فخري وحميد حاج سينو في سجون الأنظمة الدكتاتورية, مطالبين برفع الظلم والاضطهاد عن الشعب الكوردي، والاعتراف بحقوقه القومية المشروعة في البلاد, والعدول عن قرار الحزام العربی عام 1970.

نبذة عن حياته ونضاله:
دخل كنعان عكيد معترك الحياة وتحمل مسؤولياتها وهو فتى صغير لايتجاوز الثلاثة عشر من العمر بعد وفاة والده "عكيد آغا" عام 1952.

وبتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا عام 1957, أصبح كنعان أحد الأعضاء النشيطين في صفوفه. عام 1960 ألقت الأجهزة الأمنية لسلطات "نظام الوحدة" القبض على قيادة الحزب والآلاف من أعضائه وكان "كنعان" واحداً من أولئك المعتقلين وفي عام 1964 ألقي القبض عليه ثانية.

يقول رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا الدكتور نور الدين ظاظا عنه: أبدى كنعان عكيد شجاعة فائقة في السجن رافضاً تنفيذ أوامر أحد جلاديه, مما دفع ذلك الجلاد إلى توجيه مزيداً من ضرباته الموجعة إليه.

يذكر الدكتور نور الدين ظاظا (الذي كان معتقلاً معه في نفس الزنزانة) في كتابه "حياتي الكوردية أو صرخة الشعب الكوردي": أبدى كنعان عكيد شجاعة فائقة في السجن رافضاً تنفيذ أوامر أحد جلاديه بضرب رجل يهودي مسن كان معتقلاً معهم, مما دفع ذلك الجلاد إلى توجيه مزيداً من ضرباته الموجعة إلى وجه وجسد كنعان.

وفي عام 1970 تم انتخاب المناضل كنعان عكيد عضواً في القيادة المرحلية للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا, حينها بدأت مرحلة جديدة من النضال من أجل حقوق الشعب الكوردي في سوريا. كان كنعان عكيد عندئذ في أوج عطائه الحزبي والسياسي, وبعد إصدار الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا بياناً حول مشروع الحزام العربي الذي كان يهدف إلى حرمان الكورد من أراضيهم ثم تهجيرهم, حيث طالب البيان بإيقاف هذه المأساة. فكان الرد سريعا, حيث اعتقلت السلطات عام 1973 أعضاء القيادة وهم (السكرتير حاج دهام ميرو – كنعان عكيد – محمد نذير مصطفى – محمد أمين شيخ كُلين، وثلاثة من اللجنة الاستشارية هم: خالد مشايخ – عبدالله ملا علي – محمد فخري).

توفي كنعان عكيد آغا في حلب 11 أيار عام 1996 بعد معاناة طويلة مع مرض عضال, وشييع جثمانه في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير في مقبرة مدينة ديريك بكوردستان سوريا.