عفرين... توطين أكثر من 300 ألف عربي وخلافات بين المسلحين على أحقية الاستيلاء على ممتلكات الكورد
قالت منظمة حقوقية تعمل على توثيق الانتهاكات في منطقة عفرين الكوردستانية, في تقرير لها اليوم, 24 شباط 2020, أنه تم توطين أكثر من 300 ألف في عفرين و نواحيها وقراها, والخلافات تدب بين الفصائل على أحقية الاستيلاء على منازل الكورد المهجرين.
وذكرت منظمة حقوق الإنسان في عفرين: بعد فرار أكثر من نصف مليون مواطن سوري من مناطق إدلب و ريفها و ريف حلب الغربي باتجاه مناطق سيطرة تركيا نتيجة القصف الصاروخي الوحشي للنظام السوري و الروسي و إغلاق الحكومة التركية منافذها الحدودية أمامهم، تم توطين أكثر من 300 ألف مواطن منهم في منطقة عفرين وحدها.
أضافت المنظمة: دبت الخلافات بين العناصر المسلحة المنتمية لشتى المناطق من أجل توطين أقربائهم و أبناء منطقتهم بعد الاستيلاء على المنازل و الممتلكات العائدة ملكيتها للمواطنين الكورد المهجرين قسراً بل طرد عدد من المتواجدين المتشبثين بمنازلهم و أراضيهم و ممتلكاتهم و تجهيز الأبنية غير المؤهلة للسكن منها قصد البيع أو التأجير الاستثماري لمصالحهم الشخصية . ما عدا السرقات التي يقومون بها.
وأشارت المنظمة: استولى أحد مسؤولي قطاع الدفاع المدني المعروفين باسم " أصحاب الخوذ البيضاء " المدعو أبو وسام الذي ينحدر أصله من محافظة إدلب على إحدى المباني السكنية في حي الأشرفية بمدينة عفرين العائدة ملكيتها لعائلة " جلعوط " من أبناء المكون العربي و من السكان الأصليين للمنطقة بعد طردهم بغية تأجيرها للفارين و توطينهم. بينما قام أحد العناصر المسلحة ببيع المنزل الذي أستولى عليه سابقاً بالقرب من المركز الثقافي بمدينة عفرين بقيمة 1000 دولار لعائلة من أهالي إدلب و لاذ بالفرار من المنطقة إلى جهة مجهولة.
أكدت المنظمة: بتاريخ 21/02/2020 تم توطين أكثر من سبعة عائلات قادمة من ريف إدلب في قرية تل سلور التابعة لناحية جنديرس بعد إجبار الأهالي و تهديدهم بقوة السلاح و باسم الإنسانية و الرأفة بأوضاعهم لاحتضانهم في منازلهم و تقاسم الغرف، لكن المفاجأة بما كانوا يحملون معهم من ممتلكات مسروقة من قبل أثناء العملية العسكرية التركية إلى منطقة عفرين من العدة و الآلات لأحد معامل البيرين و أخرى لمعصرة زيتون و عدد آخر من السيارات و الجرارات التي تعود ملكيتها للمواطنين الكورد. و هناك مستوطنون آخرون نصبوا خيمهم وسط الأراضي الزراعية برفقة مواشيهم المسروقة سابقاً و المعروفة بالدمغة على أجسادها .
وجاء في تقرير المنظمة: نشب خلاف حاد و اقتتال يوم الاثنين بتاريخ 23/02/2020 بين العناصر التابعة للجبهة الشامية بزعامة جمعة بيانوني و المدعو أبو أحمد كبصو من جهة و المسلحين من أهالي الغوطة من جهة أخرى بسبب طردهم لإحدى العائلات المستوطنة من الغوطة و تأجير المنزل لعائلة أخرى من ريف حلب الغربي . ومن جانب آخر تقوم العناصر المسلحة التابعة لفصيل فيلق الشام و فصيل المجد المنحدرين من محافظة إدلب بتجهيز المباني غير المؤهلة لتأجيرها للقادمين من ريفها بمبالغ تتراوح ما بين 75_ 100 دولار أمريكي . كما تقوم مجموعة من العناصر المسلحة بتواطئ عدد من أصحاب المكاتب العقارية في ناحية جنديرس على شراء المنازل و المزارع ( الحقول ) في مركز البلدة و القرى التابعة لها. منهم المدعو مصطفى وضاح الذي ينتمي لميلشيا " حركة نور الدين الزنكي " المنحدر من قرية قاح القريبة من أطمة و شراء 18 منزل و 12 محل تجاري تعود ملكيتها للمواطنين الكورد المهجرين قسراً نحو مناطق الشهبا و حلب .
ومنذ سيطرة الفصائل المسلحة على منطقة عفرين بتاريخ 18 آذار 2018 وعملية تغيير ديمغرافيتها مستمرة بتوطين مئات الآلاف من العرب, و تهجير ما تبقى من الكورد عن طريق طلب الفدية والممارسات والانتهاكات و التجاوزات بحقهم.