عامٌ على الهجوم التركي والفصائل الموالية لها على سرى كانيه وكرى سبي

عامٌ على الهجوم التركي والفصائل الموالية لها على سرى كانيه وكرى سبي

يصادف اليوم، الجمعة الـ9 من اكتوبر 2020، مرور عامٍ على بدء العملية العسكرية التركية على مناطق بكوردستان سوريا، والتي خلفت المئات من الشهداء والجرحى و نزوح مئات الآلاف من المواطنين بسبب القصف والهجوم البري على المنطقة.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء الـ9 من اكتوبر 2019، بدء العملية العسكرية التي سماها بـ"نبع السلام" على مدينتي سرى كانيه (رأس العين) و كرى سبي (تل أبيض) و التي كانت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية"قسد" بكوردستان سوريا.

وبحسب متابعة ريباز نيوز، بدأت غارات جوية تركية وقصف مدفعي عنيف، على مدينة سرى كانيه وقصفت الطائرات الحربية التركية عددا من مواقع "قسد" في محيط المدينة وتردد صدى الانفجارات في أنحاء المنطقة، وسط حركة نزوح كبيرة للأهالي من المنطقة بعد تعرض عدد من المنازل في أحياء ها لقصف مدفعية الجيش التركي.

بينما استهدفت المدفعية التركية منطقة صوامع الحبوب وشارع المحطة وشارع ملا درويش في مدينة سرى كانيه في الوقت نفسه لتبدأ آليات الجيش التركي بإزالة الجدار الاسمنتي الفاصل بين حدود غربي كوردستان سوريا وشمالها من جهة بلدة "علوك" بالقرب من مدينة سرى كانيه.

كما و تركز قصف مدفعي تركي على المنطقة الحدودية في مدينة كرى سبي (تل أبيض ) ، اسفر عن وقوع "إصابات بين المدنيين وفي صفوف " قسد" جراء القصف المدفعي والجوي المستمر، في الوقت الذي وصلت فيه تعزيزات عسكرية كبيرة لـ"قسد" إلى منطقة حمام التركمان بريف الرقة الشمالي.

في 12 أكتوبر، هاجمت قوات تركية المدينة ، وانتقلت إلى وسط المدينة وفي الوقت نفسه، قامت قوات سوريا الديمقراطية بتراجع تكتيكي، حيث انسحبت أمام القوات التركية ردًا على قصف مدفعي تركي لمواقعها. استمرت الاشتباكات في المنطقة الصناعية. واصلت القوات التركية الانتقال إلى البلدة، حيث سيطرت على مركز المدينة.

في 13 أكتوبر، شنت "قسد" هجومًا مضادًا، حيث صدت الجيش التركي واستعادت السيطرة على النقاط الرئيسية في المدينة، بما في ذلك المنطقة الصناعية. وبحلول 15 أكتوبر، استعادت السيطرة الكاملة على المدينة، وفقًا لمصادر محلية آنذاك.

واتهمت "قسد"الخميس 17 أكتوبر 2019، القوات التركية باستخدام أسلحة محرمة دوليا في هجومها على مدينة سرى كانيه، كالفوسفور والنابالم الحارق، بينما قال المرصد السوري لحقوق الانسان، أنه لم يتمكن من تثبت استخدامه، لكنّه وثّق اصابات بحالات حروق وصلت إلى مستشفى تل تمر آنذاك، ولعل صورة وصرخة الطفل الكوردي محمد الذي أصيب بتلك الحروق لا تزال عالقة في أذهان الشعب الكوردي والانسانية جمعاء..

واستمرت المعارك بين الجيش التركي والفصائل من جهة و"قسد" من جهة أخرى لغاية 20 اكتوبر 2019، حيث اعلنت تركيا سيطرتها بالكامل على سرى كانيه، بعد انسحاب "قسد" 20 ميلاً وفق صفقة تم التوصل إليها بوساطة أمريكية مع تركيا بعد شرط وقف إطلاق النار لخمسة أيام والذي تم الاتفاق عليه بعد محاصرة المدينة .

كما وسيطرت الفصائل السورية المسلحة التابعة لتركيا يوم الاحد 13 اكتوبر من العام نفسه على كرى سبي(تل أبيض) لتسيطر بذلك على شريط حدودي يمتد على طول نحو 120 كيلومتراً .

وكان قد أعلن أردوغان في أيلول 2019، أن بلاده تعتزم شن عملية عسكرية شرق الفرات ضد PKK وتنظيم "داعش"بحجة القضاء على "تهديد ارهابي" موجه ضد تركيا، والتي كانت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ، وهو ما تبعه إعلان الإدارة الأمريكية سحب قواتها من المنطقة.

وكانت خارجية النظام السوري قد أدانت، في وقت سابق، التصريحات التركية بشأن شن عملية عسكرية ، واصفة الحشود العسكرية التركية بالانتهاك الفاضح للقانون الدولي وخرقا سافرا لقرارات مجلس الأمن الدولي، لكنها لم تحرك ساكناً حتى سيطرة الجيش التركي والفصائل السورية المدعومة من قبل تركيا على المنطقة.

ومنذ هجوم الجيش التركي مدعوماً بأكثر من 15 ألف مسلح من الفصائل السورية والسيطرة على المنطقة الممتدة من سرى كانية إلى كرى سبي بكوردستان سوريا، تستمر الفصائل بانتهاكاتها من سرقة وقتل واختطاف ونهب والاستيلاء على منازل وممتلكات المواطنين الكورد وثروات المنطقة وتغيير ديموغرافيتها من خلال اقدام عوائلها واسكانهم في منازل المواطنين , كما ولا تزال آلاف العوائل مهجرة عنوةً من منازلها وتسكن الخيم والمدارس ومراكز مؤقتة في ظروف معيشية وانسانية صعبة جداً.


تحرير: علي عمر