بيان بمناسبة عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) 6771

بيان بمناسبة عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) 6771

يجدّد شعبنا السرياني الآشوري في سوريا وكافة أنحاء العالم ارتباطه بتراثه الحضاري العريق، وعلاقته بالأرض من خلال الاحتفال في الأول من نيسان بعيده القومي، عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو)، مستعيداً إرثاً غنياً تركه له الأسلاف منذ أيام سومر وأكاد وبابل وآشور، حاملاً معاني التجدّد والانبعاث، والتوق إلى الحرية بعد عقودٍ عانى خلالها من القمع والحرمان والتمييز، والسعي لنيل حقوقه القومية المشروعة والتي تتمثّل في " الاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية للسريان الآشوريين وضمان حقوقهم القومية بالتساوي مع كافة القوميات في سوريا الجديدة الموحّدة أرضاً وشعباً". ويعتبر تصنيف الأكيتو ضمن الأعياد الوطنية للسوريين إلى جانب عيد النوروز، منطلقاً لتدعيم ركائز الهوية الوطنية السورية الجامعة التي تقوم على أساس التنوّع، وترسيخاً لمبدأ الشراكة والمواطنة المتساوية بين كافة السوريين.

تتزامن احتفالاتنا بعيد الأكيتو، مع الذكرى العاشرة على اندلاع ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة، وتأتي على مشارف عيد الاستقلال الوطني، في وقتٍ تبدّدت فيه كل مقومات الاستقلال على أيدي نظامٍ ديكتاتوري أعلن الحرب على شعبه ردّاً على مطالبه المشروعة في الحرية والعدالة والديمقراطية، فاستجلب الجيوش الأجنبية، والميليشيات الطائفية وقوى الإرهاب من كل أنحاء العالم، ، وتحولّت سوريا إلى دولة فاشلة، يعمّ الخراب والدمار أرجاءها، ويعاني أهلها من الفقر والجوع والتشرّد واللجوء في ظل حالة من الانهيار الاقتصادي المتسارع. ورغم المآسي والكوارث التي حاقت بالسوريين، فإنّ حالة من الجمود والاستعصاء تلّف القضية السورية، تتمثّل في عجز الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي في تحريك مسار الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254.

إنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية، في الذكرى العاشرة للثورة السورية، ترى بأنّ تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية والتي قدّم تضحيات كبيرة من أجل بلوغها، لا تزال أهدافا مشروعة لملايين السوريين، لا يمكن التنازل عنها رغم الانكسارات والمآسي والكوارث التي حلّت بهم على أيدي النظام والمجموعات الإرهابية. وتؤكّد بأنّ استعادة السلام والاستقرار إلى البلاد والبدء بعملية إعادة الإعمار وعودة اللاجئين عودة طوعية وآمنة، وإخراج الجيوش والميليشيات الأجنبية، لا يمكن أن يتحقّق إلاّ من خلال فرض حلّ سياسي ترعاه الأمم المتحدة من أجل تنفيذ القرار 2254 بكامل بنوده، بدءاً بتطبيق إجراءات الثقة التي تشمل الإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المغيبين والمختفين قسراً، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق، ومن ثمّ الشروع بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وصياغة دستورٍ عصري يتوافق عليه السوريون، وتأمين بيئة آمنة ومحايدة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها السوريون في الداخل والخارج وفقاً للدستور الجديد وتحت الإشراف الكامل للأمم المتحدة، لضمان الانتقال إلى نظامٍ ديمقراطي علماني يقوم على أسس المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية بين كافة السوريين.

إنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية، إذ تتقدّم بأجمل التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا في الوطن والمهجر ولكافة السوريين بمناسبة حلول عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو)، فإنّها تؤكد على استمرار نضالها في سبيل تحقيق الاقرار الدستوري بالوجود والحقوق القومية للسريان الآشوريين في سوريا، واعتبار لغتهم وثقافتهم لغة وثقافة وطنية، وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف، فإن المنظمة الآثورية الديمقراطية تشدّد على اهمية الارتقاء بالعمل المشترك مع بقية أحزاب ومؤسسات شعبنا في الوطن والمهجر، وعلى استعدادها التام للوصول إلى تفاهمات سياسية، تعزّز من قدرته على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهه في الوطن.


المجد والخلود لشهداء شعبنا ووطننا
وكل عام وأنتم بخير


سوريا 6770/12/31 آ - 2021/03/31 م


المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي