المئات من حاملي الإقامة الأوروبية عالقين في إقليم كوردستان

المئات من حاملي الإقامة الأوروبية عالقين في إقليم كوردستان
مطار أربيل الدولي

بعد انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم ودول المنطقة وخاصة إيران التي أصبحت بؤرة لانتشار الفيروس في الشرق الأوسط ومنها للعراق وإقليم كوردستان, أغلقت حكومة إقليم كوردستان حدودها البرية والمطارات واتخذت جملة من الاجراءات لمنع انتشار الفيروس ومن بينها حظر التجوال وحركة المرور بين المحافظات وفي المحافظة نفسها.

ومع هذه القرارات والإجراءات الجديدة، علق آلاف اللاجئين الكورد من أبناء كوردستان سوريا، ممن يحملون الإقامات الأوربية وقدموا من أوروبا لزيارة أهلهم في الإقليم.

وحول الموضوع، زارت كاميرا ريباز نيوز بعض الحالات في مخيم قوشتبة للاجئي كوردستان سوريا بهولير, وتابعت أوضاعهم عن قرب.

وفي تصريح خاص لـ ريباز نيوز، قال شيار محمد شفا حسن، وهو أحد لاجئي كوردستان سوريا في ألمانيا ممن زاروا كوردستان: "دخلت أرض كوردستان بهدف زيارة عائلتي التي تقيم في مخيم قوشتبة للاجئي كوردستان سوريا بريف هولير, وأثناء توجهي للإقليم كنت قد قطعت تذكرة الطائرة ذهاب واياب في ألمانيا بمبلغ 500 دولار أمريكي، وكان من المقرر أن أعود بنهاية الشهر ذاته، لكن بسبب قرار حظر التجوال وإجراءات كورونا ومن بينها إغلاق المطارات في إقليم كوردستان, علقنا وفاتنا موعد الرجوع لألمانيا".

وأضاف "ومنذ ذلك الحين ولحد الآن أي منذ ثلاثة أشهر ساءت أوضاعي كما أغلب الحالات التي أعرفها, لم نتلقى أي خبر أو مساعدة في تسهيل أمور عودتنا".

وأشار "حاولنا تأمين تذكرة طيران لألمانيا, لكن السعر المطلوب سعر باهظ جداً وخيالي حيث كان أكثر من عشرة أضعاف سعر التذكرة عند توجهنا لإقليم كوردستان".

وأكمل "هناك رحلات استثنائية أيضاً لشركات وسعرها 2900 دولار, تتجه من أربيل (إقليم كوردستان) إلى الدوحة (قطر) وبعدها إلى مطار فرانكفورت (ألمانيا), لكن سعرها غالٍ جداً".

وعن وضعه في ألمانيا, قال شيار: "كما أننا فقدنا أعمالنا في ألمانيا أيضاً، وتراكمت علينا ديون آجار المنازل هناك, ودون أي عمل بعد مدة الثلاثة أشهر التي أجبرتنا ظروف كورونا أوضاعنا الآن جداً صعبة".

وناشد شيار من خلال راديو ريباز باسمه واسم مئات العالقين في الإقليم، حكومة إقليم كوردستان ورئيس الحكومة مسرور بارزاني وكل منظمة, دولية كانت أم محلية, لمساعدتهم وإيجاد حل وتسهيل يضمن عودتهم إلى مكان إقامتهم في دول الإتحاد الأوروبي.

وفي السياق، وفي تصريحٍ آخر مع اللاجئ فراس مفيد محمد، وهو أيضاً لاجئ من كوردستان سوريا يحمل الإقامة الألمانية وممن زاروا إقليم كوردستان قبل إجراءات الحظر في إقليم كوردستان بسبب كورونا, يقول فراس: "توجهت لكوردستان يوم الـ10 من نيسان 2020، لالتقي والداي وعائلتي, على أن أبقى في زيارتي لمدة أسبوعين وأعود, وعلى هذا الأساس قمت بترتيب أوضاعي في ألمانيا، حيث بقيت زوجتي هناك, لكن وبسبب إجراءات الحظر وإغلاق المطارات وإلغاء عدة رحلات علقت ولم أقدر على العودة حتى الآن".

وأضاف محمد "أعاني جداً من الوضع الذي وصلت إليه بسبب الصعوبات التي واجهتني في تأمين تذكرة عودة لألمانيا, فزوجتي هناك بعيدة عني وتحتاج إلي, كما هناك منزل آجار نسكن فيه ومصروف يومي تحتاجه زوجتي, اضطررت إلى التواصل مع عدة رفاق لي هناك حتى أمنوا لي قرضاً إلى حين عودتي وإيفائه لتسديد الآجار المترتب علينا بالإضافة لحاجتها المعيشية, والآن باتت تلك الديون تتراكم علي".

ويكمل "وأنا أيضاً منذ 3 أشهر بلا عمل وحتى عملي في ألمانيا قد خسرته لأني غير قادر على العودة ولعدم وجود أي تسهيلات أوفرصة للعودة".

ويشير اللاجئ فراس مفيد محمد إلى "أنه حاول جاهداً تأمين تذكرة عودة لكن بلا جدوى, ومؤخراً هناك رحلات لشركات تطلب سعر 3000 دولار لتذكرة شخص الواحد, وهناك شركة طلبت 5000 دولار للتذكرة وهذه الأسعار باهظة جداً بالإضافة إلى أني صرفت كل ما حملته معي من مال, كما أني الآن مديون بأكثر من 3000 دولار ولا أستطيع تأمين المبلغ الذي تطلبه شركات الطيران, حالي كحال العشرات من الذين أعرفهم في هذا الوضع".

وناشد محمد الحكومة في إقليم كوردستان والجهات المختصة وكل من يستطيع المساعدة, "إيجاد حل له ولكل اللاجئين الذين قدموا من أوروبا إلى إقليم كوردستان, وعلقوا فيها بسبب اجراءات الحد من كورونا, من خلال تأمين تذاكر لهم بأسعار معقولة, تناسب ثمن التذكرة الرسمي قبل هذه الاوضاع أو تأمين رحلة استثنائية لهذه الحالات وتأمين عودة مناسبة لهم".

وبحسب مراسل ريباز نيوز في مخيم قوشتبة, هناك ما يقارب 10 لاجئين من كوردستان سوريا بالمخيم فقط دون الحالات المشابهة في مخيمات اللاجئين الاخرى في هولير وعموم إقليم كوردستان بحاجة للمساعدة.

ويناشد معظم العالقين حكومة إقليم كوردستان والجهات المختصة لفتح الحدود أمامهم وتمكينهم للوصول إلى عائلاتهم, حيث يعانون ظروفاً صعبة بالإضافة إلى ظروف ذويهم اللذين استضافوهم وهم في أوضاع معيشية صعبة جدا ً, كما أكد ذلك اللاجئ فيصل جلود وآخرون في تصريح خاص لـ ريباز نيوز.


تحرير: علي عمر