الذكرى التاسعة عشر لتصفية الشهيد خالد صوفي من قبل استخبارات PKK

الذكرى التاسعة عشر لتصفية الشهيد خالد صوفي من قبل استخبارات PKK

تمرُ الذكرى التاسعة عشر لتصفية القيادي في حزب العمال الكوردستاني PKK, الشهيد خالد صوفي (الاسم الحركي: فايق) من قبل استخبارات PKK نفسها, وفيما يلي قصة اغتياله.

انضمام خالد صوفي لصفوف PKK
بعد إعلان "الكفاح المسلح" من قبل حزب العمال الكوردستاني في كوردستان تركيا, التحق الشهيد خالد صوفي ضمن مجموعة, وتعدادها 75 شخص, عام 1988, تلبيةً حينها لشعار "تحرير وتوحيد كوردستان" الذي أعلنه حزب العمال الكوردستاني.

وفي عام 1990, وبعد أن انفجرت بالشهيد إحدى المتفجرات, التي كان يعدّها للتفجير بالجيش التركي, فقد الشهيد فايق على إثرها ثلاثة من أصابعه وقرنية إحدى عينيه, فاضطر للذهاب لأوروبا بُغية متابعة علاجه, ورغم الحياة الرغيدة في أوروبا, قرر خالد صوفي الإلتحاق بـ "رفاقه" في جبال كوردستان (قنديل).

وبعد اعتقال عبد الله أوجلان, رئيس PKK, وتبني قيادة PKK شعار "بناء الديمقراطية في تركيا", بدأ الشك والريبة يدبُ في صفوف كوادر الحزب, من الكورد السوريين خاصةً, لتتسأل "هل التحقنا من أجل تحرير وتوحيد كوردستان أم لأجل دمقرطة تركيا؟".

اعتقال الشهيد فايق
في شهر آب عام 2002, حاول كادر PKK, أصله من ديرك في كوردستان سوريا, الهروب فوقع بقبضة استخبارات PKK, السيئة الصيت, فقام بتبليغ استخبارات حزب العمال الكوردستاني PKK, وبمعلومات كاذبة, عن الشهيد خالد صوفي, لتقوم استخبارات الحزب بعزل الشهيد خالد صوفي من منصبه القيادي, وتكليفه بمنصب ثانوي.

وكعادة PKK, حين تكليف أحد الكوادر بمناصب ثانوية يعني تمهيداً لتصفيته, وما كان من بعض رفاقه إلا بإبلاغ الشهيد فايق بخطة استخبارات الحزب, إلا إنه كان يردد "لم أقم بأي شيء مخالف للحزب".

وبعدها بفترة قام حزب العمال الكوردستاني بسجنه وتعذيبه بوحشية لا توصف, بحسب قول أحد الشهود, ولكي تبرر استخبارات PKK فعلتها, طلبت من الشهيد فايق توقيع وثيقة يُدين نفسه بالعمالة, إلا إن الأخير رفض التوقيع قائلاً "لم أرتكب أي خطأ", بحسب أحد الذين كانوا معه في سجن استخبارات PKK.

إعدامه
وبعد حوالي أسبوع من التعذيب الوحشي, قام حزب العمال الكوردستاني بحفر حفرة بالقرب من سجنه, حيث أُعدم الشهيد خالد صوفي (فايق) بإطلاق الرصاص على رأسه.

طلب حزب العمال الكوردستاني من طبيب شرعي أن يكتب في تقريره بأن خالد صوفي انتحر, فرفض الطبيب طلبهم مؤكداً أنه لن يخالف ضميره بكتابة تقرير مزور, خاصة وأن الطبيب وبعد معاينته قد رأى عظام الشهيد مكسورة من التعذيب الوحشي, بحسب أحد الشهود.

الإعتراف بتصفيته
اعترف أحد القادة الكبار في حزب العمال الكوردستاني, في كتاب له, بتصفية الشهيد فايق, واصفاً العملية بـ "الخاطئة".

PKK يخون من يسانده
ينحدر الشهيد خالد صوفي (فايق) من منطقة ديرك بكوردستان سوريا, ومن عائلة لطالما نذرت نفسها لحزب العمال الكوردستاني, حيث استشهد عدد من عائلة فايق ضمن صفوف PKK, إلا إن تضحيات العائلة, وخاصة أخ الشهيد فايق, د. موسى, الذي عالج جرحاهم لسنوات وبدون مقابل, وتضحيات فايق, الذي بقيّ عاجز جسدياً, لم تشفع له لدى حزب العمال الكوردستاني واستخباراته, فقتلوه وأعدموه.

الإعلان عن شهادته
بعد 6 أشهر من استشهاده واعتراف قيادة PKK بتلك العملية, قال أحد القادة الكبار: "أخبروا أهله أنه انتحر وأعلنوا استشهاده", بحسب أحد أصدقاء فايق.

تجربة عائلة فايق مع PKK
وفي السياق, قال د. موسى صوفي, أخ الشهيد فايق, في منشورٍ على صفحته الشخصية: "إن تجربتي الشخصية المريرة مع هذه القيادة -وكأحد عوائل الشهداء- تتلخص بأن PKK يتاجر بدماء الشهداء".

وأكمل صوفي: "الشهيد لا يساوي في نظرهم قشرة بصلة".

قائلاً: "قتلوا المئات من خيرة الكوادر الوطنية لأسباب تافهة".



* المعلومات الواردة في التقرير مستندة على مصادر خاصة ومعلومات من عائلة الشهيد.