بشار الأسد يرد على تصريحات للرئيس الأمريكي

بشار الأسد يرد على تصريحات للرئيس الأمريكي

تستمر وسائل الإعلام بتداول تصريحات بشار الأسد، خلال مقابلته مع قناة زفيردا الروسية، حيث تحدث عن موقفه من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، واتهم قطر والسعودية بدعم المعارضة المسلحة في البلاد وتحدث عن دور الوجود الروسي في سوريا.

بشار الأسد يرد على تصريحات دونالد ترامب
وقال “الأسد” عن تصريحات ترامب حول محاولة اغتياله إن: “هذه التصريحات لا تهمنا ولا تقلقنا على الإطلاق”، متهماً الولايات المتحدة بأنها اعتادت اعتبار قادة الدول الأخرى عملاء لها، وتابع قائلاً:” الأمريكيون يقومون بتعيينهم ويقولون لهم بعد أدائهم الدور المحدد ارحلوا”.

وأضاف الأسد:“منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وفترة الحرب الباردة، تتميز سياسة أمريكا بالسعي إلى الهيمنة وتدبير الانقلابات والاغتيالات وإشعال النزاعات”.

وكان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، قد كشف خلال شهر أيلول الماضي، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، أنه ناقش تصفية رأس النظام السوري “بشار الأسد” مع وزير الدفاع السابق “جيمس ماتيس”، لكنه لم يرد فعل ذلك.

وقال “ترامب” حينها إنه “كانت لديه فرصة لاغتيال بشار الأسد، لكن وزير الدفاع آنذاك ماتيس كان ضد ذلك”.

الأسد بين الحياة والموت
و رداً على سؤال حول ما إذا كان قد شعر أنه بين الحياة والموت خلال الحرب، قال الأسد إن :”أي شخص كان يتحرك في أي مكان” في سوريا قبل عام 2018، كان من الممكن أن يُقتل.

ووصف الأمر موضحاً ذلك بقوله: “لو أتيت إلى دمشق قبل عام 2018 على سبيل المثال، لكنا جالسين في هذا المكان والقذائف تسقط حولنا من وقت لآخر. كان احتمال الموت لأي مواطن، لأي شخص يتحرك سيراً على الأقدام، بالباص، بالسيارة، ذاهباً إلى عمله، إلى أي مكان يمكن أن تفاجئه قذيفة تؤدي إلى الأذية أو إلى الموت. هذا كان احتمالاً موجوداً خلال الحرب”.

وأضاف الأسد: “لكن أعتقد أن الإنسان بطبيعته يتأقلم مع هذه الحالة. في أي دولة وفي أي مكان في العالم الإنسان يتأقلم مع الظروف. لذلك استمرت الحياة في دمشق”.

وادعى أنه هو “شخصياً” كان يذهب إلى العمل يومياً، ولم يتوقف ولا في أي وقت من الأوقات حتى تحت القذائف، والتي لازال مصدرها غير مؤكداً حتى اليوم، فهناك أدلة كثيرة أظهرت أن جزء كبير من القذائف التي أُمطرت بها دمشق كان مصدرها النظام السوري.

وتحدث الأسد عما أسماه “الإرهاب” واصفاً بتلك الكلمة أي تحرك معارض للنظام السوري، وقال: “إن هذا الإرهاب يضربنا منذ الخمسينيات وليس مؤخراً وكان مع كل مرحلة يأتي فيها يطور أساليبه. في الخمسينيات كان يخلق نوعاً من الفوضى، ولكنه لم يكن مسلحاً في الستينيات بدأ يتجه باتجاه السلاح. في السبعينيات والثمانينات أصبح منظماً، والآن هذا الإرهاب نفسه أصبح لديه تكتيكات وأصبح لديه دعم سياسي ودول وبنوك كبرى تقف خلفه” بحسب تعبيره.

بشار الأسد يرى أن روسيا أنقذت سوريا
وكان ماسبق كان مقدمة هامة ليمدح الأسد روسيا التي جاءت إلى سوريا وأنقذتها بحسب رأيه، من كل تلك المخاطر الذي ذكرها سابقاً، حيث قال :”قبل بدء العمليات الروسية عام 2015، كان الوضع خطيراً جداً في سوريا”. واتهم عدداً من الدول بينها السعودية وقطر بدعم المعارضة المسلحة في البلاد.

وعبر عن ذلك بقوله: “إذا أردت أن أختصر الموقف في ذلك الوقت أستطيع القول إنه كان خطيراً جداً، “فالإرهابيون” كانوا يتقدمون في مناطق مختلفة في سوريا، ويحتلون المدن بدعم مباشر من الولايات المتحدة، من فرنسا، من بريطانيا، من قطر، من السعودية، بالإضافة إلى الدعم غير المباشر من قبل الدول الغربية أو المجموعة الغربية بشكل عام”.

وتابع قائلاً: “والوضع في سوريا، الذي وصفته بالخطير، كان هو محور نقاش بيننا وبين القيادة الروسية العسكرية والسياسية، وخاصة بعد مجيء داعش في العام 2014 واحتلالها مناطق واسعة في البادية السورية، وطبعا كنا نأمل أن يكون هناك مساعدة لأسباب عدة”.

وأوضح: “السبب الأول هو أن الموقع السياسي لسوريا موقع مهم وبالتالي أي خلل في هذه المنطقة سوف ينتشر في كل منطقة الشرق الأوسط، وينعكس إلى مناطق أخرى، والصراع على سوريا هو من قبل التاريخ، لأهميتها، وهو ليس شيئا جديدا”.

ونوه الأسد إلى إحدى مصالح روسيا التي دفعتها للمشاركة في الحرب السورية قائلاً: “السبب الآخر هو أن الإرهاب الذي كانت سوريا تحاربه هو إرهاب عالمي، فمن مصلحة روسيا أولا أن تضرب هذا الإرهاب في سوريا، وثانيا أن تحافظ على هذا الاستقرار الذي ربما يؤثر في مصالح دول أخرى بما فيها مصلحة روسيا”.

ويُذكر أن بشار الأسد بات يبحث عن طوق النجاة، بعد أن قسمت العقوبات ظهر النظام السوري، وبعد أن باتت المحاكم الدولية تلاحق رجاله بشكل فعلي، فيحاول تبرير قتله للمدنيين ويستمر بتسويق فكرة ” الإرهاب” ومحاربته، ليكسب بعض التعاطف الدولي الذي فقده منذ زمن، لكن مثل تلك المقابلات والتصريحات باتت مكررة ولا تجدي نفعاً بالطريقة التي يريدها هو.